وصف الله تعالى بالقِدَم

ليس من أسماء الله تعالى القديم، وإنما من أسمائه الأول، وكذلك ليس من أسمائه الفرد، وإنما من أسمائه الواحد الأحد فلا يجوز أن يقال‏:‏ يا قديم‏!‏ أو‏:‏ يا فرد‏!‏ ارحمني‏!‏ وإنما يقال‏:‏ يا من هو الأول والآخر والظاهر والباطن‏!‏ يا واحد أحد فرد صمد‏!‏ ارحمني واهدني‏.‏‏.‏‏.‏ إلى غير ذلك؛ لأن أسماء الله تعالى توقيفية، لا يجوز لأحد أن يثبت شيئًا منها إلا بدليل‏.‏  

المقصود بنسيان الله عز وجل

معنى النسيان المذكور في الآيتين مختلف فالنسيان الذي نفاه الله عن نفسه هو النسيان الذي هو بمعنى الغفلة والذهول والله سبحانه منزه عن ذلك؛ لأنه نقص وعيب‏‏ أما النسيان المثبت لله في قوله تعالى‏‏ ‏( ‏نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ) ‏[‏التوبة : 67‏]‏ فمعناه‏‏ تركهم في الضلال وإعراضه سبحانه عنهم وذلك من باب المقابلة والمجازاة فإنهم لما تركوا أوامره وأعرضوا عن دينه تركهم الله وأعرض عنهم وكلمة النسيان لفظ مشترك يفسر في كل مقام بحسبه وعلى مقتضاه اللغوي وهذا مثل مكره سبحانه بالماكرين وسخريته من الساخرين واستهزائه بالمستهزئين كله من باب المجازاة والمقابلة وهو عدل وكمال منه سبحانه‏