تفسير قوله تعالى: ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ) [البقرة : 143]

معنى قوله تعالى:‏‏ ‏( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ) ‏[‏البقرة‏‏ : 143‏]‏ أي‏‏ إنما أمرناكم باستقبال الكعبة في الصلاة التي هي قبلة إبراهيم عليه الصلاة والسلام اخترنا لكم هذه القبلة لتشريفكم بذلك ولنجعلكم خير الأمم ولتكونوا عدولًا خيارًا تشهدون على الأمم يوم القيامة بأن رسلهم قد بلغتهم رسالات ربهم وأقامت عليهم الحجة فالوسط هو الخيار والأجود،‏‏ ولما جعل الله هذه الأمة وسطًا خصها بأكمل الشرائع وأحسن المناهج.

تفسير قوله تعالى : (‏ قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ )‏ [البقرة : 94]

يقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم‏:‏ قل لهؤلاء اليهود الذين يزعمون أنه لن يدخل الجنة إلا من كان يهوديًا أو نصرانيًا وأن دخول الجنة محصور عليهم لا يدخلها غيرهم يقول الله جل وعلا لنبيه قل لهؤلاء الكاذبين‏:‏ إن كانت لكم الدار الآخرة - وهي الجنة - عند الله خالصة من دون الناس لا يدخلها إلا أنتم فتمنوا الموت‏.‏ وفي هذا قولان لأهل العلم‏:‏ القول الأول‏:‏ أن هذا من باب المباهلة، وأن الله أمر نبيه أن يباهلهم بأن يقول‏:‏ تعالوا ندعو بالموت على الكاذب منا أو منكم، فإنهم لن يقدموا على ذلك لعلمهم أنهم هم الكاذبون‏.‏ القول الثاني‏:‏ أنكم ما دمتم ضامنين أن لكم الجنة عند الله فلماذا لا تتمنوا الموت

تفسير قوله تعالى ( ‏لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ‏ ) ‏

 يجب الإيمان بجميع الرسل عليهم الصلاة والسلام من أولهم إلى آخرهم، ويجب محبتهم وتعظيمهم وتوقيرهم واحترامهم؛ لأنهم أفضل الخلق، ولأنهم جاءوا بالرسالة من عند الله سبحانه وتعالى لهداية الخلق، وأنقذ الله بهم من شاء من عباده من النار وهداهم إلى الصراط المستقيم؛ فالإيمان بالرسل جميعًا ومحبتهم وتوقيرهم واحترامهم واجب، وهو ركن من أركان الإيمان؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم  الإيمان‏:‏ أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ‏ ‏[‏رواه الإمام مسلم في ‏ ‏صحيحه‏ ‏ ‏(‏1/36، 37، 38‏)‏ من حديث عمر بن الخطاب، وهو جزء من الحديث‏] ‏‏.