الأساسيات التي يُبدأ بها في دعوة الناس

السؤال
نص السؤال: تتنازع بعض الجماعات الإسلامية في الأساسيات التي يبدأ بها في دعوة الناس فمنهم من يرى أن الدعوة إلى التوحيد وتصحيح العقائد أولى وأهم ومنهم من يرى أن يبدأ بشرح محاسن الدين وتبصير الناس بواقع حياتهم العامة المخالفة للإسلام وتربيتهم على فضائل الأخلاق ومكارمها‏‏ فأي الرأيين أصوب من واقع الهدي النبوي ثم ألا يمكن الجمع بين الأمرين‏؟ ‏نص الإجابة: الرأي الأصوب هو الرأي القائل‏‏ إن الدعوة إلى التوحيد هي أول ما يبدأ بها في الدعوة إلى الله تعالى؛ لأن هذا هو منهج الرسل عليهم الصلاة والسلام قال تعالى‏‏: ‏( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ )‏ ‏[‏النحل‏‏: 36‏]‏ وقال تعالى‏‏: ‏( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ) ‏[‏الأنبياء‏‏: 25‏] ‏‏ وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ لما بعثه إلى اليمن‏‏: « ‏إنك تقدم على قوم أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله، فإذا عرفوا الله فأخبرهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم »‏ ‏[‏رواه الإمام البخاري في ‏ ‏صحيحه‏ ‏ من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - ‏]‏ الحديث هذا منهج الرسل في الدعوة إلى الله تعالى ما كانوا يبدءون بشيء قبل إصلاح العقيدة، وفي سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الدعوة خير شاهد على ذلك حيث مكث في مكة بعد البعثة ثلاث عشرة سنة يدعو الناس إلى التوحيد وإخلاص العبادة لله وترك عبادة ما سواه‏‏ فأي جماعة من الجماعات التي تنتسب للدعوة تخالف منهج الرسل وتبدأ بغير ما بدءوا به فدعوتها دعوة فاشلة كيف والمجتمعات التي تنتسب إلى الإسلام يوجد في غالبها الشرك الأكبر المتمثل بعبادة الأضرحة ودعاء الموتى من دون الله كيف يتركون على ما هم عليه ويدعون إلى محاسن الدين فقط وفضائل الأخلاق مع ما عليه غالبهم من الشرك الأكبر‏؟ ‏‏‏ نعم إذا كان مجتمع من المجتمعات خاليًا من الشرك وعنده قصور في الجوانب الأخرى من الدين فإنه يدعى إلى إصلاح ما عنده من الخلل مع العناية بتدريس العقيدة وشرح مسائلها لئلا يتطرق إليه الخلل من حيث لا يشعرون ولئلا تنسى قواعدها وأحكامها‏ .