الكسوف والخسوف آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده
قرأت في جريدة الرياض عدد الأربعاء 13 من شهر صفر 1429هـ مقالاً للباحث الدكتور: خالد الزعاق أخبر فيه أنه سيحصل خسوف للقمر وقد حصل في الأيام التي مضت ولا عتاب على الباحث في إخباره عن ذلك لأن هذا أمر يدرك ويعرفه الناس بالحساب من قديم الزمان ولكن العتاب عليه في حثه على التمتع بمشاهدة الكسوف وأنه من أجمل الظواهر الكونية وأقول كيف يكون كذلك وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله يخوف به عباده فالواجب الخوف من الله عند حدوثه والفزع إلى الصلاة والدعاء والحث على الصدقة والعتق رجاء أن يكشفه الله ويزيل خطره لا التمتع بمشاهدته والفرح بذلك وأنكر الباحث أن يكون الكسوف يحدث بسبب غضب الله على عباده ومن جراء معاصيهم وكفرهم وأقول له: هذا هو الذي تخوفه رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال صلى الله عليه وسلم عند حدوث الكسوف في موعظته لأصحابه: لا أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته ، ولما كسفت الشمس في عهده صلى الله عليه وسلم خرج فزعاً يجر رداءه يخشى أن تكون الساعة وصلى بالناس صلاة الكسوف وأطال الصلاة وبعد انتهائه من الصلاة وعظ الناس وخوفهم بالله وذكرهم فهو صلى الله عليه وسلم خشي أن يكون الكسوف مؤذناً بحدوث عذاب أو بقيام الساعة لأن الله سبحانه قال في القرآن الكريم مبيناً ما يحصل عن قيام الساعة من الأهوال ومن جملتها الكسوف قال تعالى: (فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ * وَخَسَفَ الْقَمَرُ * وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ * يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ * كَلَّا لَا وَزَرَ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ * يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ)، إنه يخشى إذا حصل الكسوف أن يستمر ولا ينكشف وأن تقوم الساعة عند حدوثه لأن وقت قيامها لا يعلمه إلا الله ولا يكون إلا بغتة فعلى الباحث الدكتور خالد وفقه الله أن لا يدخل في أمور لا يحسنها ويقول على الله بغير علم وعليه أن يقتصر على اختصاصه في علم الحساب فقط والله الموفق.