التاريخ: 10/3/1439 هـ
من قول المؤلف: "قوله: "وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: " من أحب في الله"
قال المؤلف:
"قوله: "وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: " من أحب في الله، وأبغض في الله، ووالى في الله، وعادى في الله، فإنما تنال ولاية الله بذلك، ولن يجد عبد طعم الإيمان، وإن كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك، وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا، وذلك لا يجدي على أهله شيئا ". رواه ابن جرير" يجب على المسلم ألا يكون حبه وبغضه وموالاته ومعاداته من أجل الدنيا، إذا أعطي منها أحب وإن لم يعط منها يبغض، وإنما يكون حبه في الله وبغضه في الله، وجميع أعماله القلبية والبدينة لله – عز وجل – خالصاً لوجهه؛ قال تعالى: ﴿إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ فلا يصل إلى الله إلا ما كان خالصاً لوجهه وصواباً على سنة رسوله ﷺ هذا ما يقبله الله، ويكون للإنسان علم لهذه الأمور من الكتاب والسنة وهدي السلف الصالح؛ أما الآن، كثير يحبون ويبغضون ويوالون ويعادون على الجماعات والحزبيات؛ فمن وافقهم على حزبهم وتنظيمهم يحبونه ومن خالفهم في ذلك يبغضونه، وهذا كله ضلال، سببه فهمهم القاصر بالكتاب والسنة؛ فمرجعنا الكتاب والسنة ولا هوى ولا جماعات ولا حزبيات. فالمسلم يحب المسلم يقدر ما فيه من الإيمان ويبغضه بقدر ما فيه من الفسق والبدعة، لا على ما يوافق الجماعة أو الحزب أو الأفراد أو يخالفها؛ فهذه الظاهرة سببها الجهل والهوى والتقليد، ونحتاج إلى التعلم وفهم النصوص؛ إما عن طريق الدراسة النظامية في المدارس والمعهد والجامعات، وإما عن طريق التلقي على أيدي العلماء الراسخين في الحلقات العلمية، ولا تكفي قراءة الكتب ولا مواقع ولا ما يقوله المتعالمون. "وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم الجملة الأولى منه فقط."
"قوله: "من أحب في الله" أي أحب أهل الإيمان بالله وطاعته من أجل ذلك." لا من أجل طمع في الدنيا ولا صداقة، إنما من أجل أنهم يحبون الله ورسوله ﷺ ويبغضون ما عادى الله ورسوله ﷺ؛ جيء برجل إلى رسول الله ﷺ يشرب الخمر ويسكر، فضرب عنده ﷺ فقال أحد الحاضرين: لعنه الله ما أكثر ما يؤتى به، قال رسول الله ﷺ: "لا تلعنه! فإنه يحب الله ورسوله." هذه معاصي وعقيدته سليمة، قد تغلبه الشهوة أو الشيطان أو جلساء السوء ويقع في معصية، ثم يتوب إذا عرف خطأه، لا أحد معصوم إلا الرسول ﷺ، فالشخص يذنب إما بجهل وإما بشهوة، ولكنه يتوب، قال رسول الله ﷺ: "كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون." "قوله: "وأبغض في الله" أي أبغض من كفر بالله وأشرك به وفسق عن طاعته؛ لأجل ما فعلوه مما يسخط الله وإن كانوا أقرب الناس إليه، كما قال تعالى: ﴿لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾" من وقع في معصية يحب من جهة ويبغض من جهة: يحب من جهة إيمانه ويبغض من جهة معصيته؛ والآية نزلت في أبي عبيدة بن الجراح – رضي الله عنه – لم قتل أباه الذي كان على الكفر وأراد أن يحاوله إلى الكفر، فنزلت: ﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [المجادلة: 22]
"ووالى في الله" هذا والذي قبله من لوازم محبة العبد لله تعالى، فمن أحب الله تعالى أحب فيه، ووالى أولياءه، وعادى أهل معصيته وأبغضهم، وجاهد أعداءه ونصر أنصاره. وكلما قويت محبة العبد لله في قلبه قويت هذه الأعمال المترتبة عليها" المؤمن يحب الله ويحب المؤمنين والصالحين في الله، لا من أجل طمع دنيوي ولا صداقة ولا هوى، يحب المؤمنين والصالحين في الله ولو كان عندهم أخطاء، فيحبهم بقدر ما فيهم من الإيمان. ويجاهد أعداء الله بالسلاح وبالحجة وينصر أولياء الله. "وبكمالها يكمل توحيد العبد، ويكون ضعفها على قدر ضعف محبة العبد لربه، فمقل ومستكثر ومحروم."
قوله: "فإنما تنال ولاية الله بذلك" أي توليه لعبده. و "ولاية" بفتح الواو لا غير: أي الأخوة والمحبة والنصرة، وبالكسر: الإمارة، والمراد هنا الأول." وإذا تولى الله لا خوف عليه أبداً؛ لأن الله مولاه. "ولأحمد والطبراني عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "لا يجد العبد صريح الإيمان حتى يحب لله ويبغض لله، فإذا أحب لله وأبغض لله، فقد استحق الولاية لله." وفي حديث آخر: "أوثق عرى الإيمان الحب في الله، والبغض في الله عز وجل." رواه الطبراني." فمن أحب في الله وأبغض في الله تمسك بهذه العروة. "قوله: "ولن يجد عبد طعم الإيمان" إلى آخره. أي لا يحصل له ذوق الإيمان ولذته وسروره، وإن كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك، أي حتى يحب في الله، ويبغض في الله، ويعادي في الله؛ ويوالي فيه. وفي حديث أبي أمامة مرفوعا: "من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان." رواه أبو داود." فأن الإنسان قد يكون مؤمناً ولكنه لا يجد طعم الإيمان، فإن هذه مرتبة عالية، ويرتاح ويطمأن بإيمانه، ومن نقص إيمانه قد لا يجد طعمه.
"قوله: "وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا. وذلك لا يجدي على أهله شيئا" أي لا ينفعهم بل يضرهم، كما قال تعالى: ﴿الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ﴾ فإذا كانت البلوى قد عمت بهذا في زمن ابن عباس خير القرون، فما زاد الأمر بعد ذلك إلا شدة، حتى وقعت الموالاة على الشرك والبدع والفسوق والعصيان." المؤاخاة من أجل الدنيا لا تبقى ولا تجدي فتذهب مع ذهاب الدنيا، المحبة من أجل الدنيا إن أعطي رضي وإن منع سخط هذه طريق المنافقين؛ قسم الرسول ﷺ الغنائم في غزوة حنين، وأعطى مؤلفة قلوبهم وحرم الأنصار منها لقوة إيمانهم، ولم يؤثر هذا فيهم؛ لأن الإيمان راسخ في قلوبهم؛ أما المتقون محبتهم تبقى وهم إخوان على سرر متقابلين. "وقد وقع ما أخبر به ﷺ" صار يحبون من هو فاسق أو كافر من أجل طمع الدنيا والصداقة، فكيف بعد زمن ابن عباس؟! "بقوله: "بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ." ما كان في أول الإسلام إلا أبا بكر وبلالا، ثم ازداد وازداد، وسيعود غريباً، قيل لرسول الله ﷺ: من الغرباء؟ قال: "من أصلح ما أفسده الناس، فطوبى للغرباء." أي الجنة.
"وقد كان الصحابة -رضي الله عنهم- من المهاجرين والأنصار في عهد نبيهم صلي الله عليه وسلم، وعهد أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما- يؤثر بعضهم بعضا على نفسه محبة في الله وتقربا إليه. كما قال تعالى: ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾ وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "لقد رأيتنا على عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم، وما منا أحد يرى أنه أحق بديناره ودرهمه من أخيه المسلم" رواه ابن ماجه." قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الحشر: 9] وهم الأنصار ولو كان بهم خصاصة، أي: حاجة وجوع ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا﴾ [الإنسان: 8-9] ويؤثرون على أنفسهم من أجل الله، هذا هو الإيمان. "قوله: "وقال ابن عباس في قوله تعالى: ﴿وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ﴾ قال: "المودة". هذا الأثر رواه عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه.
"قوله: "قال: المودة" أي التي كانت بينهم في الدنيا خانتهم أحوج ما كانوا إليها، وتبرأ بعضهم من بعض؛ كما قال تعالى: ﴿وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ﴾" وتقطعت بهم الأسباب، أي: أسباب المودة والمحبة؛ الكفار والمشركون يحبون بعضهم بعضاً في الدنيا، ويوم القيامة يبغض بعضهم بعضاً؛ ويلعن بعضهم بعضاً، يتشامتون، والعياذ بالله.
"قال العلامة ابن القيم في قوله تعالى: ﴿إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ﴾ الآيتين: فهؤلاء المتبوعون كانوا على الهدى وأتباعهم ادعوا أنهم على طريقهم ومنهاجهم، وهم مخالفون لهم سالكون غير طريقهم، ويزعمون أن محبتهم لهم تنفعهم مع مخالفتهم، فيتبرءون منهم يوم القيامة؛ فإنهم اتخذوهم أولياء من دون الله، وهذا حال كل من اتخذ من دون الله وأولياء، يوالي لهم، ويعادي لهم، ويرضى لهم، ويغضب لهم؛ فإن أعماله كلها باطلة،" فما بالك اليوم من الحزبيات والجماعات يتوالون عليها ويتباغضون عليها؟! فمن ليس من جماعتنا يبغضونه ويعادونه وإن كان مؤمناً لكنه ليس من جماعتهم وجزبهم؛ المؤمنون إخوة، جماعة واحدة، لا جماعات ولا حزبيات، كلهم جماعة واحدة على الإيمان، من أولهم إلى آخرهم، لا انقسامات وجماعات، والمناهج التي يضعونها؛ المنهج واحد وهو الكتاب والسنة! وكل جماعة لها منهج، وكل حزب له منهج، يوالون ويعادون عليها، ويبايعون عليها، يبايعون رئيس الجماعة كما يبايعون ولي أمر المسلمين؛ هل بعد هذا الضلال والانشقاق من شيء؟! "يراها يوم القيامة حسرات عليه مع كثرتها وشدة تعبه فيها ونصبه؛ إذ لم يجرد موالاته ومعاداته وحبه وبغضه وانتصاره وإيثاره لله ورسوله، فأبطل الله عز وجل ذلك العمل كله." يرى أعماله حسرات؛ لأنها لغير الله، ويذهب ذلك كله، والذي يبقى هو الذي الذي كان لله. "وقطع تلك الأسباب" أي: أسباب المحبة "فينقطع يوم القيامة كل سبب وصلة ووسيلة ومودة كانت لغير الله، ولا يبقى إلا السبب الواصل بين العبد وربه، وهو حظه من الهجرة إليه وإلى رسوله وتجريده عبادته لله وحده ولوازمها: من الحب والبغض، والعطاء والمنع، والموالاة والمعاداة، والتقريب والإبعاد، وتجريد متابعة رسول الله صلي الله عليه وسلم تجريدا محضا بريئا من شوائب الالتفات إلى غيره، فضلا عن الشرك بينه وبين غيره; فضلا عن تقديم قول غيره عليه." الهجرة قسمان: الهجرة بالبدن والهجرة بالقلب، من الكفر على الإيمان، ومن المعصية إلى الطاعة؛ لأن الهجرة في اللغة هي الترك، كما في قول الله تعالى ﴿وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ﴾ "فهذا السبب هو الذي لا ينقطع بصاحبه، وهذه هي النسبة التي بين العبد وربه، وهي نسبة العبودية المحضة، وهي آخيته التي يجول ما يجول وإليها مرجعه، ولا تتحقق إلا بتجريده متابعة الرسل صلوات الله وسلامه عليهم، إذ هذه العبودية إنما جاءت على ألسنتهم، وما عرفت إلا بهم ولا سبيل إليها إلا بمتابعتهم." كل سبب منقطع إلا ما كان بين العبد وربه، والعبودية جاءت بالسير على منهج الرسول والتمسك بالكتاب والسنة، لا كما قالت غلاة الصوفية بأنها بالذوق ما أشبه ذلك. "وقد قال تعالى: ﴿وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً﴾ فهذه هي الأعمال التي كانت في الدنيا على غير سنة رسله وطريقتهم ولغير وجهه، يجعلها الله هباء منثورا لا ينتفع منها صاحبها بشيء أصلا. وهذا من أعظم الحسرات على العبد يوم القيامة: أن يرى سعيه ضائعا. وقد سعد أهل السعي النافع بسعيهم. انتهى ملخصا." فكل ما لا يكون على ما كان عليه الرسول ﷺ من الأعمال فهي هباء منثور، فهم اتعبوا أنفسهم ولكنها لا تنفعهم، وغلاة الصوفية يقولون: قد وصلنا إلى الله، فلا حاجة لنا إلى الرسل، وهذا باطل، فلو لم يرسل الله لنا رسلاً ما عرفنا ديننا.
"فيه مسائل:
- الأولى: تفسير آية البقرة." وهي: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ﴾ أي: شركاء مع الله يحبون الأصنام والأشجار والأحجار مع الله، ومحبتهم باطلة لا تنفعهم يوم القيامة.
- "الثانية: تفسير آية براءة." وهي: ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ﴾ لا يلام الإنسان على محبة هذه الأشاء ولكنه يلام إذا قدم محبتها على محبة الله ورسوله، وترك الهجرة والعمل الصالح من أجلها.
- "الثالثة: وجوب محبته صلي الله عليه وسلم على النفس والأهل والمال" كما في الحديث: "أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي. فقال: والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك. فقال له عمر: فإنك الآن أحب إلي من نفسي. فقال: الآن يا عمر." رواه البخاري.
- "الرابعة: نفي الإيمان لا يدل على الخروج من الإسلام." لأن نفيه قد يكوم نفي كمال الإيمان لا أصل الإيمان، كما في الحديث: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه."
- "الخامسة: أن للإيمان حلاوة قد يجدها الإنسان وقد لا يجدها.
- السادسة: أعمال القلب الأربع التي لا تنال ولاية الله إلا بها، ولا يجد أحد طعم الإيمان إلا بها" وهي المحبة في الله والبغض في الله والموالاة في الله والمعاداة في الله.
- "السابعة: فهم الصحابي للواقع: أن عامة المؤاخاة على أمر الدنيا" فكيف في زماننا، في آخر الزمان سيكوم القابض على دينه كالقابض على الجمر.
- "الثامنة: تفسير: ﴿وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ﴾" أي: أسباب المحبة.
- "التاسعة: أن من المشركين من يحب الله حبا شديدا" يحبون مع الله غيره ولذلك بطلت محبتهم، ومحبة المؤمنين أشد من محبة المشركين؛ لأن محبة المؤمنين خالصة ومحبة المشركين مشتركة.
- "العاشرة: الوعيد على من كان الثمانية أحب إليه من دينه." كما في سورة التوبة ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ تواعدهم بأمره وسماهم فاسقين.
- "الحادية عشرة: أن من اتخذ ندا تساوي محبته محبة الله فهو الشرك الأكبر." والشرك هو مساواة غير الله بالله فيما هو من خصائص الله.