فتاوى على الهواء 19-03-1437هـ

مقدم البرنامج: أيها الأخوة المشاهدون، أيها الأخوات المشاهدات: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وحياكم الله إلي هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم  فتاوى الذي نسعد وإياكم فيه باستضافة شيخنا الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء، مطلع هذه الحلقة أرحب بالشيخ صالح؛ حيَّاكم الله صاحب الفضيلة.
الشيخ: حيَّاكم الله وبارك فيكم .
السؤال: نريد من فضيلتكم بارك الله فيكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين تفسير قول اللهِ -تَعَالَى-: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) الآية..
الجواب: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وأصَحْابِهِ أَجْمَعِينَ.
هذا جزءٌ من الآية التي أمر اللهُ -جَلَّ وَعَلاَ- المسلمين بأن يجتمعوا على كلمةٍ واحدة، هى كلمةِ التوحيد ولزوم جماعة المسلمين، وإمام المسلمين وبذلك يتمَّ لهم أمرهم، وتتحد كلمتهم، ويحقق اللهُ لهم الأمن والاستقرار كما حصل في صدر هذه الأمة، لمَّا تمسكوا بهذه الآية وأمثالها، سادوا العالم بأسره، وانتشرت رقعة الإسلام على وجه المعمورة، كما وعد اللهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- بقوله: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)، قد ظهر دين اللهِ في المشارق والمغارب؛ وذلك بالدعوة إلى الله أولًا، ثمَّ بالجهاد في سبيل الله ثانيًا، فعمَّت كلمة الإسلام، قامت حُجة الله على خلقه، وبهذا حصل للمسلمين العزَّ والتمكين في هذه الأرض، ويحصل لهم العزَّ والتمكين في الجنة وفي الدار الآخرة، فهذا هو عزَّ المسلمين في الدنيا والآخرة، أن يتمسكوا بدينهم وأن يُحكَّموا كتاب ربَّهم، وأن يطيعوا وليَّ أمرهم بالمعروف، ويلزموا جماعة المسلمين وعامتهم وإمامهم، وبذلك يُحصل العزَّ لهم عاجلًا وآجلا.
 وقد أوصى اللهُ -جَلَّ وَعَلاَ- بهذا في قوله: (وَاعْتَصِمُوا) أي: تمسكوا، (بِحَبْلِ اللَّه): وحبل الله هو القرآن، وقيل الرَسُول، وقيل الإسلام، والكلُ حقَّ؛ تُفسر الآية بكل هذه المعاني الثلاثة.
ثمَّ قال: (وَلا تَفَرَّقُوا)، (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً) لا بعضكم وإنما جميعًا، تكونون أمة واحدة.
(وَلا تَفَرَّقُوا): لمَّا أمر الله بالإجتماع والاعتصام بالكتاب والسُنَّة نهى عن ضد ذلك، فقال: (وَلا تَفَرَّقُوا).
(وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً) يعني في الجاهلية، قبل بعثة الرَسُول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
(فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ): على يد هذا الرَسُول وبواسطة هذا الكتاب العزيز.
(إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً): بدلًا أن كنتم أعداءً، هكذا الإسلام حولهم من كونهم أعداءً إلى كونهم إخوانًا في الدين والعقيدة، (فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً).
(وَكُنْتُمْ): يعني في الجاهلية (عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ): لو بقيتم على هذا لوقعتم في النار.
 (عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا)، أنقذكم منها بهذا الرَسُول وهذا الإسلام، وهذا الدين وهذه الجماعة المسلمة.
 (وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ)؛ ( يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ) مثل هذا البيان، يبيَّن اللهُ لكم نعمته ومنَّته عليكم، ويبيَّن لكم أيضًا لا عزَّ لكم، ولا بقاء لكم، ولا دولة لكم إلاَّ بهذا الإسلام الذي أختاره اللهُ لرَسُوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولأمته.
(كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ): أي رجاء أن تهتدوا إلى الحقَّ والصواب، وأن تستمروا على هذا المنهج السليم، وعلى الدين القويم، والله ولي التوفيق، -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
السؤال: كيف نحمي شبابنا من الأفكار المنحرفة والدخيلة، التي تروج للفتن وتفرَّق المؤمنين؟
الجواب: نعم ذلك بحمايتهم، ومراعاة إجتماعاتهم، وتفقد أحوالهم، وإبعادهم عن عدوهم، الذي يتربص لهم ويتقصد لهم، في أماكن اجتماعاتهم، فلنَّحْمِهم من هذا، ولنكن دائمًا معهم، في حيطتنا وفي مراقبتنا، ولا نهملهم.
وأيضًا: ذلك بإصلاح التعليم، واصلاح الإعلام، وبذلك تستقيم الأمة؛ فإذا صلح التعليم وصلُح الإعلام فإن ذلك مما يحمي به اللهُ هذه الأمة، ويحمي لها دينها وعقيدتها، ويصونها من الأفكار الوافدة ومن دعوات الضلال، والمناهج المنحرفة، فالأمر خطير الآن؛ فالمسلمون الآن لا شك أنهم واقعون في خطرٍ شديد من أعدائهم، ولكن إذا تمسكوا بكتاب ربِّهم وسَنُّة نبيَّهم وسيرة السلف الصالح، وقوَّوا مناهج التعليم؛ التعليم على العقيدة وعلى الدين وعلى الأخلاق، وعلى المنهج السليم.
 وكذلك الإعلام، الذي يدخل في كل بيت وفي كل سيارة وفي كل مكان؛ يكون إعلامًا إسلاميًا، بالمعنى الصحيح بمعنى الكلمة، حتى يحمي هذا المجتمع من الأفكار الدخيلة والوافدة.
السؤال: انتشار ظاهرة الصلاة على الكراسي في المساجد؛ انتشرت في المساجد؛ هل الأفضل الصلاة على الكرسي أمَّ الصلاة على الأرض من أجل السجود وباقي أركان الصلاة؟
الجواب: هو الأصل هو الجلوس على الأرض؛ ولكن من لا يقدر الجلوس على الأرض يجلس على الكرسي، فإن استطاع أن يسجد على الأرض يعني يجلس على الكرسي في محل القيام؛ ثمَّ يسجد على الأرض هذا واجبٌ عليه، وإن كان لا يستطيع أن يسجد على الأرض فإنه يُومئ بالسجود، يُؤمى بالسجود برأسه ورقبته، ويكون ذلك كافيًا عن السجود على الأرض، لقوله -تَعَالَى- (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) . السؤال:
انتشار ظاهرة الَّصلاة على الْكَراسي في المساجد انتشرت في المساجد، هل الأفضل الَّصلاة على الْكُّرْسِي أم الَّصلاة على الأرض من أجل السجود وباقي أركان الصلاة ؟
الجواب:
هو الأصل الجلوس على الأرض لكن من لا يقدر على الجلوس على الأرض يجلس على الكرسي فإن استطاع أن يسجد على الأرض يعني يجلس على الكرسي في محل القيام ثم يسجد على الأرض هذا واجبٌ عليه وإن كان لا يستطيع أن يسجد على الأرض فإنهُ يومئ بالسجود برأسهِ ورقبتهِ ويكون ذلك كافيًا عن السجود على الأرض لقولهِ تعالى : (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) .
السؤال :
ما حُكم الإقسام على الله تعالى هل هو جائزٌ مُطلقا أو لهُ شروط كأن يقول حال الشدة تنزلُ بهِ أقسمتُ عليك يا رب إلا رفعت عني هذه المُصيبة ؟
الجواب:
لا بأس بذلك أن يُقسم على ربهِ هذا من باب الإيمان بالله والثقة بالله –عَزَّ وَجَلَّ- والنَّبِيِّ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول : إِنْ مِنْ عِبَادِ الله مَنْ لَو أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبَرْه ولكن الحال أن المُسلم يُصلح حالهُ ويقيم دينهُ وعقيدتهُ حتى إذا وقع في شدة أنقذهُ اللهُ منها .
السؤال:
صار العالم كالقرية الواحدة والآن ثمت مقاطع فيديو في الانترنت للسحرة تعرض أعمالهم السحرية يقول فما حُكم التفرج على هذه المقاطع للإطلاعِ فقط ؟ وما حكم نشرها ؟
الجواب:
لا يجوز الإطلاع عليها  إلا لمن يقوم بالردِ عليها وكشف ما فيها من الباطل ويُحذر منها، أما من يطلع عليها للتفرج فهذا لا يجوز، لأنهُ قد يُصاب بهذه الآفة العظيمة وتُأثر عليه وعلى دينه وعلى عقيدته.
السؤال:
صحَّ عن النَّبي–صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنهُ سابق عائشة أم المؤمنين على أقدامهم يقول هُناك من يستدل بهذا الحديث على جواز أن يسابق الرجل امرأتهُ أمام الرجال الأجانب فهل هذا الاستدلال يُسلم لهُ ؟
الجواب :
لا، من قال لهُ إن الَّرَسول –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سابق عائشة أمام الرجال من قال لهُ هذا ؟ الرسول سابق عائشة في البيت في بيتها وفي المكان المُناسب .
السؤال:
بعض أئمة المساجد يضع في المسجد لوحة للإعلان لكل ما يستجد في الحيِّ مثل موت فلان،أو فلان مثلًا يعزمُكم على درس  وعشاء أو عرس فلان يوم كذا وكذا . يقول ما حكم وضع هذه اللوحات في المساجد الإعلانية ؟
الجواب:
لا تجوز الكتابة في المساجد ووضع اللوحات ووضع الإعلانات لأن هذا يُشغل المصلين فلا يُكتب على جُدران المساجد ولا تُكتب مُعلقات في المساجد لأن هذا يُشغل المصلين ومن أراد أن يُنبه على شيءٍ فإنهُ يُنبه عليهِ بالكلام لا بالكتابة يُنبه عليهِ بالكتاب يدعو الناس بلسانهِ أن فلان عندهُ اجتماع يدعوكم إلى ذلك عنده مثلًا مناسبة يدعوكم إلى هذا لا بأس ولا يكون هذا بالكتابة داخل المسجد لو كتب ذلك خارج المسجد وعلقهُ على الجدران خارج المسجد فلا بأس .
السؤال:
هل يختلف الحُكم في ما لو جعل هذه اللوحات لكتابة الأحاديث النبوية وبعض الأحكام الفقهية التي تتعلق بأحكام المساجد أو تنبيه المُصلين إلى الأحكام الشرعية ؟
الجواب:
لا يجوز أن يُعلق في المساجد وأن يُكتب على جدران المسجد من الداخل لا آيات قرآنية ولا أحاديث نبوية ولا مواعظ ولا دعوات ولا غير ذلك المساجد لا يكون فيها كتابات حتى يتفرغ المسلمون للصلاة والدعاء والذكر ولا ينظرون إلى هذه الكتابات .
السؤال:
هل في دعاء يُنص عليه أن بعد دفن الميت يعن بصيغة معينة وهل تُرفع الأيدي أم لا ؟
الجواب:
يا أخي الرسول –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لما فرغوا من دفنِ أحد الأموات وقف على قبرهِ وقال للمسلمين:   اسْتَغِفُروا لأَخِيكُم وَاسْأَلوُا لَهُ الَّتَثْبِيت فَإنهُ الَآنْ يُسْأَل   فإذا فرغ المسلمون من دفن المسلم فإنهم يقفون على قبرهِ ويسألون الله له التثبيت لأنهُ وقت سؤال الملكين لهُ في القبر وهذا سُنة مؤكدة وثابتة عن الرَّسُول –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ويرفعون أيديهم لا بأس بذلك اللهم أغفر لهُ اللهم ثبتهُ ، اللهم أغفر لهُ اللهم ثبتهُ .
السؤال:
ما نصيحتكم لدُعاة إلى الله تعالى في الغرب ؟
الجواب:
أن يدعوا إلى سبيل ربهم كما أمرهم الله بقولهِ : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) فيدعون الناس عمومًا إلى دين الله –عَزَّ وَجَلَّ- يدعون الكفار إلى الدخول في الإسلام ويبينون لهم محاسنه ويدعون العصاة من المسلمين إلى التوبة ويُبينون للجُهال من المسلمين ما يُخطئون في عقيدتهم أو في عبادتهم كل هذا من الدعوة إلى الله – عَزَّ وَجَلَّ- الدعوة إلى الله ليست مقتصرة على الكفار بل المسلمون يدعون إلى الله وهم بحاجة إلى هذا إلى تنبيه إلى تعليم إلى تحذير .
السؤال:
حكم الفرش أو المكيت الذي يكون على الأرض وعليهِ صور حيوانات وما أشبه ذلك ؟
الجواب:
ما دام أنهُ يُداس ويُجلس عليهِ فإنهُ لا بأس بهِ لأنهُ ممتهن وإنما الممنوع الصور التي تُعلق والتي تُرفع أو يُحتفظ بها للهواية أو للذكريات أو ما أشبه ذلك هذا هو الذي لا يجوز .
السؤال:
يسأل عن كتاب التعالم لفضيلة الشيخ بكر أبو زيد - رحمهُ الله تعالى- ؟
الجواب:
هذا كتابٌ جيد وكل كتابات الشيخ بكر أبي زيد لأخينا وحبيبنا كلها جيدة ومفيدة .
السؤال:
الشفاعة للإخوان يقول الأصل فيها أنها مُستحبة لكن إذا كانت شفاعة هذا المُعين لأخيهِ ترفع عنهُ الظلم هل تُصبح واجبةً يأثم بتركها ؟
الجواب:
قال الله –جَلَّ وَعَلاَّ- (مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا ) الشفاعة الحسنة فيها أجرٌ عظيم قال –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا ويقضي الله على لسان نبيهِ ما شاء فالشفاعة الحسنة التي فيها فائدة لأخيك المُسلم فيها لك أجرٌ عظيم من الله –عَزَّ وَجَلَّ-
السؤال:
ما حكم استقبال الشغالات وإجارها باليومية أو بيعها بسعر البدل ؟
الجواب:
يا أخي استقبال الأيدي العاملة لهُ نظام يتمشى على النظام ولا يخرج عنهُ لا يجوز الخروج على النظام إذا كان لهُ حاجة في المستقدم من رجلٍ أو امرأة للقيام بعملٍ عندهُ فلا بأس بذلك أما أن يستقدم العُمال وهو ليس بحاجة إليهم وإنما ليُأجرهم على الناس فهذا يمنع منهُ النظام ويمنع منهُ الشرع فلا يجوز هذا .

السؤال: يقول : بعض النساء ترفع شعرها عاليًا عن رأسها، وإن اضطرت لتجديد وضوئها، فإنها تمسح على الشعر، وهو عالٍ عن رأسها، فإن ما يتم مسحه من الشعر، هو الشعر، وليست جلدة الرأس، فهل هذا صحيح؟، أم ماذا بارك الله فيكم؟
الجواب: نعم، هذا صحيح، إذا مسحت على الشعر، فقد مسحت على الرأس، ولا بأس بذلك.

السؤال: أيضًا يسأل يقول: إحدى الأخوات تقول: هل وضع السبراي، والسبراي هو مادة لتثبيت الشعر، مثل رذاذ الماء، لكنها  بعد رشها، تصبح جافةً، توضع لتثبيت الشعر، يقول: هل وضع هذه المادة على الشعر، يكون عازلًا للشعر، وبالتالي لا يصِحُّ وضوؤها  إلا بغسله، وهل في هذه الحالة تستطيع المرأة تمرير أصابعها بين شعرها، لتمسح أجزاء يسيرة من شعرها، كي لا تُخرِّب شعرها، وهذا يحصل عند كثيرٍ من النساء، أم لابد من تعميم رأسها  بالمسح؟
الجواب: ما يوضع على رأس المرأة إذا كان يتجمَّد، ويمنع وصول الماء إليه، لا يجوز هذا، وتجب  إزالته للوضوء، والاغتسال، أما إذا كان  لا يتجمد، ولا يمنع نفوذ  الماء إلى الشعر، إذا مُسِح عليه، أو غُسِل فلا مانع منه.

السؤال: النفس هل هي الذات، أم هما يختلفان، وهذا في حقِّ الله –تَبَارَكَ وتعالى-؟
الجواب: الله –جلَّ وعلا-يقول: (وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ )، فالذي في القرآن أننا نُثبت النفس لله-عزَّ وجل- كما أثبتها لنفسه، وأما الذات فهي بالمعنى، يُعبَّر عنها بالمعنى، فلا بأس بذلك.

السؤال: وهذه تسأل عن ما يسمَّى عند النساء الدوج، و هو يشبه ما يُسمّى المناكير، تضعهُ على أظافرها، هل يجوز الوضوء وهذا موجود على أظافر المرأة؟
الجواب: ما يتجمّد على الأظافر أو على الشعر، ويمنع وصول الماء، فإنه لا يجوز للمرأة، وأما ما يتجمَّد، ولا يمنع وصول الماء إلى الظفر أو إلى الجلد، فإنه لا بأس باستعماله.

السؤال: أحسن الله إليكم-فضيلة الشيخ-ونفع بعلمكم الإسلام والمسلمين، وهذا يقول: أخوكم في الله، يسأل ويقول: حكم الإرجاف وإثارة البلبلة في موضوع العجز في  الاقتصاد، أو ميزانية الدولة، ونشر ذلك في وسائل التواصل؟
الجواب: هذا لا يجوز، وهذا فيه تخويف المسلمين، وإضعاف المسلمين، والحمد لله الميزانية ولله الحمد فيها خيرٌ كثير، وعندنا خيرٌ كثير، نرجو من الله الخير الكثير، ولا يجوز الإرجاف بالمسلمين، هذا شأن المنافقين، أو شأن الأعداء الذين يُرجِفون بالمسلمين.

السؤال: أنا وكيل، استلم تقاعد والدي-الله يرحمه-وموجود عند البنك باسم أختي، بس تعبانة، هل يجوز مثلًا أنا  أقترض منه، وبعدين أرجعه، أو  مثلًا  أعطي منه  إخواني المحتاجين ؟
الجواب: يا أخي أنت وكيل، تنفذ ما وُكِّلت فيه، فإذا كنت وكيلًا على هذا التقاعد، فأنه يجب عليك أن تضعه في مواضعه، وتصرفهُ لمن يستحقونه  نظامًا، ولا تأخذ منه شيئًا  لنفسك.

السؤال: حديث النبي –صلى الله عليه وسلم-: (لا يَجْتَمِعُ في جَزِيْرَةِ العَرَبِ دِيْنَان )، ما المراد بجزيرة العرب، وما المراد بهذه الديانات؟
الجواب: المراد بجزيرة العرب يُرجع فيه إلى اللغة العربية، وإلى الأدلَّة الشرعيَّة، وتُعرفُ بذلك جزيرة العرب، لأنها لا يجتمع فيها دينان، لئلا ينتشر الكفر في الأرض، إذا صدر من الجزيرة فإنه ينتشر الكفر، والمذاهب الهدّامة، الواجب على المسلمين أن لا يدعوا  يصدر من الجزيرة العربية إلا الدين الإسلامي،  الذي ينتشر على أرجاء المعمورة، ولا يتركوا الدعايات الأخرى، والمذاهب الباطلة،  تُقر في جزيرة العرب، لأن العالم يتأثَّر بذلك.

السؤال: هذا السائل يقول: ما حكم رمي المقرَّرات المدرسيَّة، بعد الانتهاء من الاختبارات، حيثُ نراها مرميَّة في الطرقات، وأيضًا عند سلات المهملات؟
الجواب: الواجب على وزارة المعارف أن تضع حدًا لهذا، وأن تطلب من الطلاب أنهم إذا أدوا الامتحانات يُسلمون المقرَّرات، فما كان منها  صالحًا للاستعمال،  فإنه يُصرف للطلاب  الآخرين، وما كان غير صالح، ولا يمكن إصلاحه، فإنه يُحرّق، ولا يُترك يُمتهن، يكون فيه آيات، أو فيه أحاديث، بل يُحرَّق أو يُدفن في مكانٍ طاهر.

السؤال: في ظاهرة منتشرة الآن، بين المصلين، وللأسف، أنهم عندما يصلوا ، ويدق الجوال، يقوم الشخص الجوال من جيبه، والاطلاع  على رقم المتصل، ما أدري يا شيخ  الحكم والتوجيه حول هذا الموضوع، هي منتشرة في الحقيقة؟
الجواب: لا يجوز هذا، لا يجوز أنه ينظر في الجوال، وهو يصلي، ولا ينظر إلى المكالمة وهو يصلي، لأن هذا يُشغله عن صلاته، وعن العبادة، فيُغلق الجوال، فإذا فرغ من الصلاة، فإنه يُراجع المكالمة.

السؤال: ماذا يصنع المسلم بعد ما يرى نتيجة امتحاناته، أو اختباراته إيجابية أو سيئةً، هل هذا مبرِّر في حال الإخفاق، أن يرد العجز إلى الآخرين، فيغتاب المعلمين، ويصفهم بالنقص، وما إلى ذلك؟
الجواب: يعني يردُّ العيب إلى نفسه، هو المقصِّر، ولا يعيب على المدرسين، أو على جهات التعليم، وإنما يعيب نفسه، لأنه هو المقصِّر، فعليه أن يستدرِك في المستقبل، وأن يجد في الدراسة، حتى لا يحصل له ما حصل عليه من الرسوب.

السؤال: بعد الانتهاء من الامتحانات هناك الإجازة ما بين الفصلين الدراسيين، فما هو التوجيه لأولياء الأمور، وأيضًا للأسر وللطلاب في استغلال هذا الأسبوع خاصةً في السفر، وما إلى ذلك؟
الجواب: الأسبوع هذا راحة للطُّلاب، بين فصلين، راحةٌ لهم، فيستريحون فيه، وإن استغلوها أيضًا في المطالعة والاستعداد للمستقبل، فهذا شيءٌ طيب، وإلا فلا حرج عليهم، أن يترفهوا في هذه العطلة، وفيما أباح الله لهم، وأن يسافروا إلى البر، ونحو ذلك ليستجموا ويتقووا على الاستعداد لمستقبل الدراسة في بقية العام.

السؤال: هذا يقول: بعض الشباب لديهم ظاهرة في الجوالات، أنهم يملئونها ببعض المخالفات، والمنكرات كالغناء والمعازف والصور المحرَّمة، فما هو توجيهكم لمثل هؤلاء-بارك الله فيكم-؟
الجواب: هؤلاء إن كانوا كبارًا فعليهم أن يتقوا الله، وأن يتوبوا إلى الله من هذا العمل، وأن يُطهروا جوالاتهم عن هذه الأمور، وهذه الأفكار السيئة، وهذا اللهو واللعب، وإن كانوا صغارًا، فعلى أوليائهم أن يصونوهم منها، وأن يمنعوهم من هذا العبث الضار، ومن هذا العمل الذي يكون ضرره عليهم مستقبلاً.

السؤال: ما حكم الصلاة والمدفئة، والنار أمام المصلي؟
الجواب: إذا كانت بعيدةً عنه، وهي مدفئة وبعيدة عنه، واستعملت للحاجة، فلا بأس بذلك.

السؤال: مع شدة البرد بعض المصلين قد يتلثَّم، ويغطي فمه وأنفه، فما حكم ذلك؟
الجواب: إذا كان يحتاج إلى هذا، بأن كان يتأثَّر من البرد، أو من شدة البرد، أو عنده حساسية، أو هو مريض، فلا بأس أن يتلثَّم في الصلاة.

السؤال: هل يجب الغُسل على المسلم الجديد، وحديث العهد بالإسلام؟
الجواب: ما يجب عليه ذلك، لأن النبي –صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلّم-ما كان يأمر كل من أسلم بأن يغتسل، فلا يجبُ عليه ذلك، إلا إذا كان عليه جنابة، إذا كان عليه جنابة يغتسل.

السؤال: عندي أخوي (...) في حادث، وهو المتسبِّب في الحادث، الخطأ عليه خمسة وسبعين في المائة، وتوفى مع خمسة أشخاص، عليه صيام، ولا ما عليه صيام؟
الجواب: يا أخي هذا يُرجع إلى المحكمة، وتقرير المرور، فإذا قرّر عليه القاضي الصيام، فإنه يصوم، ولو كان عليه نسبة واحد من المائة في الحادث، وأما إذا لم يكن عليه نسبة من الحادث، ولا تفريط، فلا شيء عليه، لكن هذا يرجع إلى القاضي، هو الذي ينظر في القضية.

المُقدِّم: أيها الأخوة المشاهدون، أيها الأخوات المشاهدات، كان ذلكم هو صاحب الفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء، أجاب على أسئلتكم، واستفتاءاتكم، شكر الله لشيخنا، وشكر الله لكم.
وإلى لقاءٍ آخر يجمعنا بإذن الله بكم، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.