السؤال
فضيلة الشيخ، ما حكم الجمع بين صلاة الظهر والعصر، والجمع بين صلاة المغرب والعشاء من أجل المطر، أرجو التفصيل في ذلك لأنه كثر الكلام فيه، ويحصل في ... المساجد حين يطلب من الإمام الجمع وهو يرفض ؟
الاحابة
نعم.. الجمع بين المغرب والعشاء من أجلالوحل الشديد أو المطر الذي ينزل من السماء ويبل الثياب ويحصل مشقه على المأمومين،
الجمع مباح في هذه الحالة دفعاً للحرج عن المأمومين، يجمع المغرب والعشاء جمع
تقديم، من أجل رفع الحرج عن المأمومين، وهذا لا بأس به، وهذا معروف في المذهب،
وعند علماء هذه البلاد لم ينكره أحد، لكن الشأن في تحقق السبب، لأن بعض الأخوان
يستعجل من حين يرى شيئاً يسيرا من المطر يجمع، مع أنه ما حصل مشقه ولا حصل وحل وليس
هناك مطر ينزل، وإنما رأى السحاب أو الغيوم بالسماء توقع نزول المطر أو ينزل مطر
خفيف ليس فيه مشقة والأرض ليس فيها وحل، هذا لا داعي للجمع، لأن الصلوات مفروضة في
مواقيت محددة قال تعالى : (إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ
عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً) فلا يجوز الجمع إلا لمبرر شرعي
ووجود الوحل أو المياه المتجمعة في الطرق على الإسفلت تشق على الناس تجاوزها
وقطعها وتشق، أو مطر نازل مستمر، هنا الجمع أفضل من أجل رفع الحرج عن المسلمين،
هذا بين المغرب والعشاء، أما الظهر والعصر فما كان معروف عند علماء هذه البلاد
أنهم يجمعون بين الظهر والعصر، والجمهور على عدم الجمع بين الظهر والعصر، وإنما هذا
خاص بالمغرب والعشاء فقط، فلا مبرر للجمع بين الظهر والعصر، لأن هذا كان معروف عند
علماء هذه البلاد من عهد الشيخ محمد بن عبدالوهاب إلى عهدنا، وثانياً أن الظهر
والعصر يختلفان عن المغرب والعشاء لأن الظهر والعصر في النهار والناس في أعمالهم
في دكاكينهم في مكاتبهم في أسواقهم الناس في أعمالهم بخلاف المغرب والعشاء فإن
الناس يحتاجون للبيوت، وأيضاً المغرب والعشاء في الغالب فيها ظلمه، قد يقع الإنسان
في ماء أو في سيل بسبب ظلمة الليل خلاف النهار، النهار مضيء ليس فيه ظلمة لا حاجة
للجمع، فالذي نرى أن لا يجمع بين الظهر والعصر، وإنما يجمع بين المغرب والعشاء إذا
دعت الحاجة إلى ذلك، لوجود المطر أو وجود الوحل، بل أن الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه
الله في وقته جمع واحد من الأخوان فاستحضره ووبخه وكاد أن يعزله عن المسجد لما جمع
بين الظهر والعصر كاد أن يعزله عن المسجد.