هجر الزوجة مدة طويلة

السؤال
نص السؤال     رجل تزوج بامرأة وأنجب منها أطفالاً وكان يسكن وزوجته مع والدة زوجته ، وحصلت مشكلة بينه وبين والدة زوجته وعلى أثر هذه المشكلة سافر الزوج بعيدًا عن زوجته ووالدتها في داخل السودان ، ومضى على غيابه خمس سنوات ولم يرجع إلى زوجته ، ولقد ذهب إليه بعض أقارب الزوجة ؛ لكي يرجع إلى زوجته وأطفاله فقال لهم‏‏ : لن أرجع إلا إذا توفيت والدة الزوجة وبعد هذه المدة الطويلة التي تزيد عن الخمس سنوات ذهبت الزوجة المهجورة إلى القاضي طالبة منه الطلاق ولقد وافق لها القاضي بالطلاق ، وبعد مدة تزوجت برجل وأنجبت منه أطفالاً وعندما سمع الزوج الأول بزواج زوجته التي هجرها ، رجع إلى بلدة زوجته وقال لها‏‏ إن زواجك حرام وأطفالكم غير شرعيين؛ لأنك ما زلت في عصمتي‏‏ .نص الإجابة     ما فعله هذا السائل من هجرة لزوجته والابتعاد عنها بسبب أنه تشاجر مع أمها ، هذا أمر لا يليق به ، ولا ينبغي للرجل أن يصل به الغضب إلى هذا الحد ، وما ذنب الزوجة‏ ؟‏‏!‏ وما ذنب الأولاد الذين جنى عليهم وهجرهم وغاب عنهم المدة التي ينتظر فيها أن تموت أم الزوجة التي تشاجر معها ‏؟‏‏!‏ أولاً‏:‏ كان الواجب عليه الإصلاح فيما بينه وبين أم زوجته ، وأن يتلافى ما بينه وبينها من خلاف ؛ لأن المصلحة في ذلك في أن يعفو وأن يسمح وأن يحلم وأن يستمر مع عائلته ومع زوجته ، ويحسن إلى أم زوجته ، وهذا هو الذي ينبغي للمسلم‏ . ‏ أما إذا حصل ما ذكره السائل من الغيبة عن زوجته وأولاده حتى تضررت بذلك ، وحتى جاء وليها إليه في غيبته ، وتفاهم معه ، واستمر في غضبه ومقاطعته ، فهذا أمر لا يليق به ، ولا يصح منه ؛ لأن ولي أمر الزوجة بذل ما يجب عليه من التفاهم ومراجعة الزوج ، ولكن الزوج هو الذي أساء في استمراره على المقاطعة‏ .‏ أما قضية ما حصل من القاضي من النظر في طلب الزوجة ، وفسخ نكاحها من زوجها ، ثم تزويجها بعد ذلك من زوج آخر؛ فهذه إجراءات قضائية ترجع إلى المحكمة ، وليس لنا عليها اعتراض ؛ لأننا لا نعرف ملابسات القضية وما فعله القاضي؛ لأن الواجب مراسلة الزوج ومعرفة الظروف التي تحيط به ، ثم بعد ذلك ينظر القاضي بحسب المصلحة وإزالة الضرر عن الزوجة‏ .‏ فكونه فسخها من زوجها الأول وتزوجت بزوج جديد ، هذه إجراءات قضائية ، يرجع فيها إلى المحكمة ، فإذا كانت متمشية على الوجه المشروع ، فلا اعتراض عليها ، وزواجها من الثاني صحيح ، وأولاده منها أولاد شرعيين‏ . ‏