ما يجب علينا فعله نحو الأحداث المروعة

ما يجب علينا فعله نحو الأحداث المروعة

تلم بالمسلمين في الوقت الحاضر أحداث مروعة من تسلط الأعداء عليهم من كل جانب، حرب في أفغانستان، حرب في العراق، حرب في فلسطين، حرب في لبنان. والذي نسمعه ونقرأه من خطبائنا وكتابنا كله صب للوم على الأعداء وتجريم أفعالهم وشكاية منهم.

وهذه الأمور لا شك فيها. ولكن هل يرتدع العدو الكافر بهذه الصيحات؟ الكفار من قديم الزمان يريدون محو الإسلام من الوجود. كما قال تعالى: (وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنْ اسْتَطَاعُوا) ولكن الشأن ماذا أعد المسلمون لمقابلتهم وصد عدوانهم. إنه يجب عليهم أولا: النظر في واقعهم نحو دينهم وتمسكهم به فإن ما أصابهم إنما هو بسبب تفريطهم في دينهم. وفي الأثر: إذا عصاني من يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني . وماذا حصل لبني إسرائيل عندما تخلوا عن دينهم وأفسدوا في الأرض سلط الله عليهم كفار المجوس فجاسوا خلال الديار كما ذكر الله ذلك في أول سورة الإسراء. وتوعدهم الله أنهم إن عادوا لحالتهم أعاد الله عليهم النقمة. فلا بد أن نراجع واقعنا ونصلح ما ما فسد من أمرنا نحو ديننا فسنة الله لا تتغير. وقد قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ).

ثانيا: علينا أن نعد العدة التي نواجه بها عدونا كما قال تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ) وذلك بتكوين الجيوش والأسلحة المناسبة والقوة الرادعة.

ثالثا: اجتماع كلمة المسلمين على عقيدة التوحيد وتحكيم الشريعة والالتزام بالإسلام في كل أمورنا من معاملات وأخلاق وتحكيم لكتاب الله وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر ودعوة إلى الله بعلم وبصيرة وإخلاص.

قال تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا)، وقال تعالى: (وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ولا يمكن الاجتماع مع الاختلاف في العقيدة وفي المقاصد والأهداف حتى تكون العقيدة سليمة والأهداف موحدة لنصرة الحق وإعلاء كلمة الله وليت الخطباء والوعاظ يركزون في خطبهم ومواعظهم على هذه المعاني مع التنديد بالعدو والمعتدي وبيان مقاصده الخبيثة وأنه لا يقصد إضعاف المسلمين ونزع ثرواتهم فقط وإنما يقصد بالدرجة الأولى فساد عقيدتهم وصرفهم عن دينهم حتى يتسنى له تقطيع أوصالهم. هذا ما أحببت التنبيه عليه حيال هذه النوازل المروعة.

 

صالح بن فوزان الفوزان

عضو هيئة كبار العلماء

صورة للمقال