رد على رد..

رد على رد..

قرأت ما كتبه الكاتب: محمد بن عبداللطيف آل الشيخ في جريدة الجزيرة يوم الأحد 29 جمادى الأولى 1427هـ الصفحة (35) على ردي على حمزة المزيني حول المناهج الدراسية وخلاصة ما كتبه: أن تسمية قتال المسلمين للكفار جهاداً هو معنى فقهي أي أن الفقهاء هم الذين سموه بذلك. وهذا جحود لما في الكتاب والسنة من تسميته جهاداًَ. وأيضاً قوله إن ذكر أحكام الجهاد في المناهج الدراسية يخالف سياسة الملك عبدالعزيز في التعامل مع الكفار، وهذا نرد عليه بأمور:

أولاً أن التعامل مع الكفار حسبما تقتضيه مصلحة المسلمين لا مانع منه شرعاً ولا يتعارض مع الجهاد وقد فعله النبي صلى الله عليه وسلم.

ثانياً: أن الملك عبدالعزيز رحمه الله في وقته لم يأمر بإخلاء المناهج الدراسية من تدريس أحكام الجهاد.

ثالثاً: أن تعاملنا مع الكفار ليس لهم فيه فضل علينا لأننا ندفع لهم الثمن كاملاً لما يبيعونه علينا من التجارة والعتاد الحربي.

رابعاً: نحن نتوكل على الله سبحانه ولا نتوكل على الكفار (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ).

خامساً: أحكام الله تعالى ومنها الجهاد في سبيل الله لا يغيرها سياسة أحد أو أي نظام بشري ولا تنسخ إلا من قبل الله سبحانه وتعالى.

سادساً: نحن لا نخاف إلا من الله ولا نخاف من الكفار حينما يهددنا الكاتب بقوله: نحن نسعى إلى إعطاء من يتربصون بنا وبثقافة الإسلام الذريعة والوسيلة كاملة لأن يعادونا.

فنحن لا نعبأ بمعاداتهم لنا وهي متأصلة فهم نحونا مهما ترضيناهم قال تعالى: (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) أي حتى ننسلخ من ديننا.

وأما قوله: وأنا هنا لا أقرر ولا أتدخل فيما ليس من تخصصي فأقول: وأي تدخل فيما ليس من تخصصك أعظم من هذا التدخل.

ثم قال الكاتب في الختام: والسؤال هل سيتحمل الشيخ صالح التبعات الخطيرة المدمرة التي تترتب على مثل هذه الممارسات في علاقاتنا مع الغرب الذي نستورد منه ومن حضارته كل أسباب الحياة المعاصرة وجوابي عن هذا السؤال أولاً: كما قلت سابقاً: ليس للغرب فضل علينا فيما نستورد منه لأننا ندفع ثمنه من أموالنا

ثانياً: ما زال المسلمون يدرسون أحكام الجهاد في سبيل الله ويدرسونها لأبنائهم ولم يحصل عليهم والله الحمد تبعات خطيرة مدمرة.

ثالثاً: إذا لم ندرسها لأبنائنا على الوجه المشروع فسيفهمونها فهماً خاطئاً مخالفا للمشروع لأن نصوصها موجودة في الكتاب والسنة وكتب العلم فإذا لم نوضحها لهم تكون الكارثة الحقيقية كما يعلنه المسلمون الآن من خطر المتعالمين الذين لم يدرسوا هذه الأحكام على الوجه الشرعي فحملوها على غير محملها من التكفير والتفجير نتيجة لعدم تدريسهم إياها على الوجه المشروع فلا بد من وضعها في المناهج الدراسية وما نقله الكاتب من قول ابن القيم رحمه الله: (أينما تكون المصلحة فثم شرع الله) فليس معناه أن عدم تدريس أحكام الجهاد من المصلحة وإنما معناه أن شرع الله دائماً مشتمل على المصلحة للبشرية وذلك حينما يفهم على وجهه ولا يتم ذلك إلا بتعليم العلم والتفقه في الدين من خلال المناهج وأما قول الكاتب: وعندما تتعارض المصلحة مع نص شرعي فما العمل. نقول: لا يمكن أن يتعارض النص الشرعي مع مصلحة حقيقية لأنه تنزيل من حكيم حميد يعلم مصالح عباده. فتكون المصلحة التي تتوهمونها لا حقيقة لوجودها وإنما المصلحة باتباع النص الشرعي.

هذا وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

صورة للمقال