تفسير الآية :(وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ).


السؤال
يقول السائل: في الآية الكريمة: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)؟
الاحابة
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، يذكر الله -جلَّ وَعَلَا- في هذه الآية : (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا)، ومعنى تجري أنها تسير في فلكها من المشرق إلى المغرب، وهذا فيه ردٌ على الذين يقولون إن الأرض ثابتة، وإن الأرض هي التي تدور عليها، في حين أن الله -جلَّ وَعَلَا- قال عن إبراهيم -عَليهِ السَّلَام- أنه يُحاج النمرود لما قال إبراهيم : (رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ)، يعني أنه يأتي باثنين قد استحقا القتل، فيقتل أحدهما ويُعتق الآخر، إبراهيم عدل عن هذه المغالطة وذهب إلى شيءٍ لا يقدر النمرود أن يُغالط فيه، قال: (فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)، هذا يدل على أن الشمس تجري في هذه الآية: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا)، المستقر الذي لها قيل أنها تسجد تحت العرش، تأتي من المشرق تسجد تحت العرش، ثم تذهب وهكذا، فهذا يفسِّر قوله تعالى: (لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا)، وفي قراءة: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لا مُسْتَقَرَّ لَهَا)، يعني أنها تجري دائمًا ولا تستقر.