شرح كتاب التوحيد 04-05-1437هـ


مقدمة الحلقة: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى قَائْدُ الغَّرُ المحَجَلِيْن نَبِيِّنَا مُحَمَّدُ وَعَلَىْ آَلِه وَصَحَبِه أَجْمَعِيْن.
مرحبًا بكم أيها الأخوة والأخوات في درسٍ من دروس التوحيد للإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله-، ضيف هذا الدرس هوفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان، عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء،أهلًا ومرحبًا بالشيخ صالح في هذا اللقاء.
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم .
المتن:
 قال المؤلف -رَحمهُ الله تَعَالى-: بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: (إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَاِفُونِي ُإِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).
الشيخ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وأَصَحْابِهِ أَجْمَعِينَ.
الشرح: لما ذكر -رحمه الله- في الباب الذَّي قبل هذا نوعًا من أنواع العبادة وهو المحبة، ذكر في هذا الباب نوعًا آخر وهو الخوف، لأن العبادة أنواع؛ ومنها المحبة؛ محبة اللهَ -سُبحانَهُ وَتَعَالَى- ومحبةُ من يحبه الله وما يُحبه الله، وهو الحب في الله حبُ الله هو الحب في الله ولله، ذكر في هذا الباب الخوف وهو نوعٌ آخر من أنواع العبادة.
 قال اللهُ اللَّهَ -جَلَّ وَعَلا-: (إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)، هذه الآية نزلت للمسلمين فيما حصلت وقعةِ أُحد، التي نُكِب فيها المسلمون واستشهد منهم من استشهد فلمَّا قَفَلَ الكفار إلى مكة بزعمهم أنهم انتصروا؛ وأنهم انتقموا من المسلمين، تَلاوَمَوا فيما بينهم وقالوا: " لِماذا لم نستأصل بقية المسلمين؟ نرجع إليهم نستأصلوا بقيتهم" فأرسلوا الرَسُول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مندوبًا يخبره أنهم راجعون إليهم ليستأصلوا بقيتهم، فلمَّا جاء الخبر أو المخبر إلى الرَسُول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أمر أصحابه الذين حضروا وقعة أُحد أن يخرجوا؛ وفيهم الجرحى، فخرجوا -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَم- ولم يتخلف منهم أحد بما فيهم من الجراح والمصيبة، فخرجوا، خرج بهم رَسُول اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهذا من تمام الإمتحان للمسلمين.
خرج بهم في ونزل في مكانٍ يسمى "حمراء الأسد" قريبًا من المدينة وعسكروا هناك، ينتظرون المشركين فلمَّا بلغ المشركين مخرج رَسُول اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأصحابه وأنهم يتنظرون وصلوهم، عند ذلك خافوا، خاف المشركون وقالوا: "ما خرجوا إلَّا أنهم فيهم قوة"، فانصرفوا إلى مكة، واصلوا السير إلى مكة، ولم يرجعوا إلى المسلمين، كفى الله المسلمين شرهم. ولكن بعد الإبتلاء والإمتحان والصبر، والصدق مع الله -سُبحانَهُ وَتَعَالَى- كفى اللهُ المسلمين شرهم، ورجعوا إلى مكةَ خائبين.
 ولهذا أنزل الله -سُبحانَهُ وَتَعَالَى-: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ): (قَالَ لَهُمْ النَّاسُ): هو الرجل الذي جاء مندوبًا من أبي سفيان إلى الرَسُول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يهدده بإنهم راجعون إليهم.
 (قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ): وهم أبوسفيان ومن معه من المشركين.
 (قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ): جمعوا لكم القوة ليستأصلوا بقيتكم، بزعمهم.
 (فَاخْشَوْهُمْ): فاخشوا من المشركين، وهابوا من المشركين، لأن معهم قوة وأنتم فيكم مصيبة وفيكم جرحى، (فَاخْشَوْهُمْ).
  (فَزَادَهُمْ إِيمَاناً): زادهم هذا التهديد إيمانًا بربهم -عَزّ وَجَلّ- وثقةً به، ولم يعبأوا بتهديد المشركين.
(وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) أي كافينا الله، سيكفينا اللهُ شرهم، وسيحمينا منهم، وسينصرنا عليهم، أحسنوا الظن بالله -عَزّ وَجَلّ-.
(وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ): هم يهددون بما معهم من القوة، ونحن نُهدد بالله -عَزّ وَجَلّ-، هو مولانا ونُصيرنا لن يتخلى عنا -سُبحانَهُ وَتَعَالَى-.
(حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ): المَوكول والمُفَوَّض إليه أمرُنا، في هذا اعتمادٌ على اللهِ -سُبحانَهُ وَتَعَالَى- ومَنْ يتوكل على اللهِ كفاهُ: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)؛ أي: كافِيه، (إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً).
(حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ): جاءَ في الحديثِ أنَّ هذه الكلمة (حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) قالَهَا إبراهيم-عليهُ الصَّلاةُ والسَّلامُ- لمَّا أُلقِيَ في النّارِ، لمّا ألقَوه في النار وَضَعوه في المِنجنيق وقَذَفُوهُ؛ قال وهو مقذوفٌ إلى النار: (حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)، قال اللهُ -جَلَّ وَعَلا-: (يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ).
وقالها محمدٌ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حينما قالوا لهُ: (إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ* فَانْقَلَبُوا): أي رَجَعوا إلى المدينة؛ (بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ).
هكذا عاقِبَة الصّبر والتَوَكُّل على اللهِ والخوف مِنَ اللهِ، وعدم الخوف مِنَ الخَلْق؛ الخوف الّذي يُخَذِّل عن الجِهاد، ويُخَذِّل عن القيام بأمور الدِّين، هذا خوفٌ مذمومٌ.
(فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ): هذه النتيجة؛ نتيجة التوَكُّل على اللهِ وعدم الابتئاس بتهديد المُشركين وقوة المُشركين، لأن اللهَ قويٌّ عزيزٌ-سُبحانهُ-، لا يُعجِزُهُ شيءٌ، مَنْ توَكَّلَ عليه حَماهُ-سُبحانهُ وتعالى-.
الشّاهد مِنَ الآيةِ: أنَّ الخوف نوعٌ مِنْ أنواعِ العِبادة،(فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي)، هذا مَحَل الشّاهد مِنَ الآية، لا تخافوا مِنَ المُشرِكين أو مِنْ غيرهم، (وَخَافُونِي): خافوا مِنَ اللهِ وحدَهُ-سُبحانهُ وَتَعَالَى-.
المتن: وقالَ -تَعالَى-: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمَْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنْ الْمُهْتَدِينَ).
الشرح: قال اللهُ -جَلّ وَعَلا- في سورة التوبة: (مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْر)، فاللهُ -جلّ وَعَلا- أمَرَ المُسلمين أنْ يُجاهِدوهم، وأنْ يطرُدوهم مِنَ المسجد الحرام: (مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ* إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنْ الْمُهْتَدِينَ).
والشّاهِد في قولِهِ: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ)، أمَّا المُشْرِك فليست له ولاية على المساجد، بل ينبغي، يجب أنْ يُزاح عنها، وأنْ تكونَ في وِلاية المُسلمين، الشّاهد في قوله: (وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ)، (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ)، هذا مَحَل الشّاهد للبابِ.
والخَشيَةُ هي الخوف، لا يخشى أحدًا خشية العِبادة إلا اللهَ -جلّ وَعَلَا-.
المتن: (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ).
الشرح: (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ): امتُحِنَ في اللهِ-عزَّ وجلَّ- مِنْ قِبَلِ أعداء اللهِ، ومِنْ قِبَلِ المُشرِكين؛ ضَعُفَ وتراجَعَ عن دينه، وهو يقولُ: (آمَنَّا بِاللَّهِ)، ولمَّا: (أُوذِيَ فِي اللَّهِ): أي مِنْ أجل اللهِ -سُبحانَهُ وَتَعَالَى- فإنَّه يتراجع عن الإيمان أو ينقُصُ إيمانُهُ بسبب ذلك.
وهذه علامة النِّفاق، وعلامة ضعف الإيمان، أمَّا مَنْ يقول: (آمَنَّا بِاللَّهِ) ويصمُد على ذلك ويصبِر؛ هذا هو المؤمن حقًا، وهذه حالُ رَسُولِ اللهِ -صَلّى اللهُ عليه وَسَلّم- وأصحابِهِ، كما قال -جَلّ وَعَلا- عن المُنافقين: (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ): يعني  على طَرَف، (فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ).
فالأمور تحتاج إلى ثباتٍ ويقينٍ وصِدقٍ في قولِ: (آمَنَّا بِاللَّهِ)، تجيء الاستقامة: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)، (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ* نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ* نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ).
المتن: وعن أبي سعيدٍ: -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- مرفوعا: «إِنَّ مِنْ ضَعْفِ اليَقِينِ أنْ تُرْضِي النَّاسَ بِسَخَطِ اللهِ، وأنْ تَحْمَدَهُم على رِزْقِ اللهِ، وأنْ تَذُمَّهُم على ما لم يُؤْتِكَ اللهُ، إنَّ رِزْقَ اللهِ لا يَجُرُّهُ حِرْصُ حَرِيصٍ، ولا يَرُدُّهُ كراهيةُ كارِهٍ».
الشرح: مِنْ ضَعْفِ الإيمانِ واليقينِ أنْ تُرْضِي الناسَ بسَخَطِ الله، تتنازل عن شيءٍ مِنْ أمورِ دينك إرضاءً للناسِ؛ ولو أنَّ هذا يُسْخِطُ اللهَ -سُبحانهُ-، فتُقَدِّم رضا الناس على رِضا الله، هذا مِنْ ضعْف اليقين والإيمان، الواجب العكس أنْ يُقَدِّم رِضا الله على رِضا الناس.
المتن: (وأنْ تَحْمَدَهُم على رِزْقِ اللهِ).
الشرح: الحمدُ والشكرُ للهِ-سُبحانه-، وهو الرّزاق -سُبحانه وَتَعاَلى-، وإنْ أجرَى رِزقَكَ على يدِ مخلوقٍ فإنّكَ تحمد ذلك المخلوق على قَدْرِ صَنيعِهِ، وأمّا الحمد المُطْلَق والشُّكر المُطْلَق فهو لله-عز وجل-.
وفي الحديث: «لا يَشْكُرُ الله مَنْ لا يَشْكُر النَّاسَ»، فيُحْمَد على قَدْرِ صنيعِهِ، وأمَّا كمال الحمد والشُّكر فهو للهِ -عَزّ وَجَلّ-.
المتن: (وأنْ تَذُمَّهُم على ما لم يُؤْتِكَ اللهُ).
الشرح: الأمور بيدِ اللهِ -سُبحانه-، فإذا فاتَكَ شيء ولم يحصُل مقصودك فلا تذُم الناس؛ لأن اللهَ لم يُقَدِّرهُ لك، فترضى بذلك ولا تُسْنِد هذا إلى الناس، وأنهم قطعوا رِزقك، بل اعتبر هذا مِمَّا قُدِّرَ لك، وترضى بقضاء الله وقَدَرِه، ويُعَوِّضك اللهُ خيرًا منه.
المتن: (إنَّ رِزْقَ اللهِ لا يَجُرُّهُ حِرْصُ حَرِيصٍ).
الشرح: مهما بَلَغَ الحِرص ومهما بَلَغَتْ الأسباب؛ فإنَّ هذا لا يجُرُّ رِزقًا إذا لم يُقَدِّر اللهُ -سُبُحَانه- ذلك، فعلِّق قلبك باللهِ -عزّ وَجَلّ-، وأحسِن الظن باللهِ -عزّ وَجَلّ-.
المتن: (ولا يَرُدُّهُ كراهيةُ كارِهٍ).
الشرح: كما في الحديث أنَّ النبيَّ-صلّى اللهُ عليه وسلّم- قال لابن عباس: «واعلَمْ أنَّ النَّاسَ لو اجتَمَعُوا على أنْ ينْفَعُوكَ بشيءٍ لم ينْفَعُوكَ إلّا بشيءٍ قدْ كَتَبَهُ اللهُ لكَ، وإنْ اجْتَمَعُوا على أنْ يضُرُّوكَ لم يضُرُّوكَ إلّا بشيءٍ قدْ كَتَبَهُ اللهُ عليكَ، رُفِعَت الأقلامُ، وجَفَّت الصُّحُفُ).