تفسير الآية ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنْ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدّ)


السؤال
نحب فضيلة الشيخ أن نلقي الضوء على تفسير قول الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- في سورة المائدة: ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنْ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)، نريد من فضيلتكم تفسير هذه الآية نفع اللهُ بكم.
الاحابة
الجواب: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وأصَحْابِهِ أَجْمَعِينَ.هذه الآية الكريمة نزلت في بيان حدَّ المحاربين، وهم الذين يتعرضون للناس في الصحراء أو البنيان، فيغصبونهم المال مجاهرةً لا سرقة، هؤلاء هم المحاربون، وفي هذه الآية تتفاوت عقوبتهم بحسب جرائمهم. ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا)، فمن قتل وأخذ المال فإنه يُقتل ويُصلب، ومن أخذ المال ولم يقتل فإنه تُقطع يده اليمنى ورجله اليسرى من خلاف، وكذلك إذا أخاف الطريق ولم يقتل نفسًا ولم يأخذ مالًا فإنه يُنفى من الأرض، بمعنى أنه يُطارد ولا يترك يأوي إلى بلد، وعند الحنفية أنه يُنفى من الأرض بمعنى أنه يُسجن، حتى يُكفَّ شره عن المسلمين.فالآية الكريمة جاءت وبيَّنت أن حدَّ المحاربين يتنوع حسب جرائمهم: فمن قتل وأخذ المال يُقتل ويُصلب، ومن قتل ولم يأخذ المال فإنه يُقتل حتمًا ولا يُصلب، ومن أخذ المال ولم يقتل فإنه تُقطع يده اليمنى ورجله اليسرى من خلاف، ومن أخاف الطريق ولم يقتل نفسًا ولم يأخذ مالًا فإنه يُنفى من الأرض بمعنى إنه يُطرد من البلد، يعني يُطرد من المملكة مثلًا ويًنفى، وقيل أنه يًتفى من الأرض يعني يًسجن، هذا قول الحنفية أما قول الجمهور: أنه يُنفى من البلد، ولا يترك يأوي إلى بلد حتى يتوب إلى الله -عَزَّ وَ جَلَّ -.