تنقية الأموال- خطبة الجمعة 09-03-1435هـ


الخطبة الأولى

الحمد لله رب العالمين أغنانا بحاله عن حرامه، وكفنا بفضله عمن سواه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا نعبد إلا إياه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ومصطفاه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن والاه، وسلم تسليما كثيرا، أما بعد

أيُّها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا أن الله سبحانه وتعالى أمر بطلب الرزق وشرع له طُرقا مباحة، كما أنه أمر بالإنفاق، وشرع للإنفاق طُرقا مباحة ومشروعة منها ما هو واجب، ومنها ما هو مستحب، ومنها ما هو مباح، والواجب على المسلم أن يطلب الرزق من الوجوه المباحة ويقتنع بها ولا يتعداها إلى الطرق المحرمة، لا يحمله حب المال على أن يقتحم الطرق المحرمة للكسب ولا يغتر بما عليه كثير من الناس، عليه أن يلزم الطريق الصحيح ولا يحمله حب المال والجشع والطمع على أن يقتحم الطرق الخطرة عليه بالقناعة بما أحل الله سبحانه وتعالى، فالمال مسئولية قال الله جل وعلا: (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ)، فالمسلم يقتصر على ما أحل الله في طلب المال وينفق فيما شرع الله فإنه سيسأل من ماله يوم القيامة من أين اكتسبه؟ وفيما أنفقه؟ قال صلى الله عليه وسلم: لا تَزُولُ قَدِمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعِ: عَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلاهُ؟ وعَنْ عُمُرُهِ فِيمَا أَفْنَاهُ؟ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ؟ وَعَنْ عَلِمهِ مَا عمل به؟ ، فيسأل عن ماله من أين اكتسبه؟ من أي طريق جاءك هذا المال؟ ويدقق عليه في ذلك حتى يتمنى أنه من الفقراء، من أين أكسبته؟ كيف دخل عليك هذا المال؟ ثم يسأل سؤلا آخر، فيما أنفقت هذا المال؟ أنفقته على هواك، شهواتك، أو أنفقته في طاعة الله وفيما شرع الله الإنفاق فيه وفي الحديث: أن فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل الأغنياء بمده ، لأن الأغنياء وهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يقفون للحساب على أموالهم، فيتأخر دخولهم الجنة، فكيف بغيرهم؟

فالمسئولية عظيمة يا عباد الله، ليس المهم أن تجمع المال وأن تصبح لك أرصدته في البنوك أو عقارات، المهم أن تسلم من هذا المال دخولا وخروجا، ومن العجيب أنك تحاسب عن هذا المال كله، وأنك تتركه كله، تخرج من الدنيا كما دخلت ليس عليك إلا الكفن، خرقة من القماش تدخلها عريانا وتخرج منها عريانا وهذا المال يبقى تبعتاً عليك ومسئولية عليك، وينتفع به غيرك.

فحاسبوا أنفسكم يا عباد الله، لا نقول لا تطلبوا الرزق لا تطلبوا التجارة؛ ولكن نقول عليكم بالطرق المباحة، والكسب المباح، وعليكم بالإنفاق كما أمركم الله الإنفاق فيه، وجوبا أو استحبابا أو حتى مباحا، حتى تسلموا يوم القيامة من تبعت هذا المال، ليأتين يوم يتمنى الأغنياء أنهم فقراء ليس بأيدهم شيء من المال، فالمال مسئولية عظيمة وخطيرة، فمن الناس من يمشي مع العالم لاسيما في هذا الوقت فإن التعامل صار حسب الاقتصاد العالمي الذي لا يتورع عن الربا لا يتورع عن رشوة، لا يتورع عن غش، لا يتورع عن أي كسب، بعض من المؤمنين أو كثير من المؤمنين يمشون مع العالم اليوم، واستجدت معاملات عالمية لابد من عرضها على الإسلام، وأخذ رأي الإسلام فيها، فما كان منها مباحا فالحمد لله، من كان محرما فإن المؤمن يتركه ويمشي مع الطريق الحلال لأنه مسئول عن هذا يوم القيامة، ومشدد عليه يوم القيامة، فعلى المسلم أن يتصور هذا، وأن لا يدخل مع الناس فيما هم عليه دون أن يتقيد بشرع الله  سبحانه وتعالى، فإن الأمر خطير جدا، والناس اليوم يقلدون الاقتصاد العالمي ويدخلون مع الكفار في معاملاتهم شركاتهم دون تميز فيما هو حلال؟ وما هو حرام وغالب؟ غالب مكاسب الكفار محرمة لأنهم لا يؤمنون بالله عز وجل لاسيما اليهود فإنهم لا يتورعون عن الحرام، والاقتصاد العالمي في الغالب يصدر عن اليهود، يأكلون الربا يأكلون السحت والرشوة: (سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ) هذا في اليهود، (وَأَخْذِهِمْ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ) هذا في اليهود، فلا نمشي في ركابهم، ونهلك أنفسنا معهم، بل علينا أن نستحضر العرض والحساب يوم القيامة، وأن نفكر في أموالنا، من أين اكتسبنها؟ وأن نفكر في إنفاقنا، هل هو على موجب شرع الله أو على غير شرع الله؟ ما دمنا في زمن الإمكان، سيأتي يوم عليك لا تتمكن من مسئولية هذا المال وأخطاره، أما اليوم فبإمكانك ذلك ولكن النفوس في الغالب أمارة بالسوء، ومتعلقة بالأطماع.

فعليك يا عبد الله، أن تحاسب نفسك في هذا الدنيا وأن تتخلص من المحرمات قبل أن يحال بينك وبين التخلص منها وتكون طوقا في عنقك: (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) فعليك أن تتصور هذا، وأن تمتنع عن كثير مما عليه الناس وأن تنقي مالك من الحرام تكون حسيبا على نفسك من الآن قبل أن يحال بينك وبين ذلك، فحاسب نفسك ولا تغامر، ولا يغرنك حب المال أو تقليد فلان وعلان عن أن ترجع إلى الصواب، مر النبي صلى الله عليه بباع طعام فأدخل النبي صلى الله عليه وسلم يده في الطعام فأدركت في أسفله بلالا فقال: ما هذا يا صاحب الطعام؟ قال: أصابته السماء يا رسول الله أي: المطر، قال: أفلا جعلته ظاهرا حتى يراه الناس من غشنا فليس منا فالغش - والعياذ بالله - تبرأ النبي صلى الله عليه وسلم من صاحبه: من غشنا فليس منا غالب الناس يعتبرون الغش أنه من الحذق وأنه من المعرفة بالاكتساب فلا يبالي في الغش مع أنه يخرجه من أن يكون من هذه الأمة ليس معناه أنه يكفر لكن معناه أنه لا يكون مسلما كامل الإسلام أو كامل الإيمان؛ بل يكون عنده نقص بحسب الغش، سيسأل عنه يوم القيامة، ويحاسب عليه يوم القيامة وترد المظالم إلى أهلها حتى يقتاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء يوم القيامة، يوم لا يكون دينار ولا درهم، يؤخذ من حسنات الظالم فتعطى للمظلوم فإن فنيت حسناته أخذ من سيئات المظلوم فطرحت عليه وطرح في النار فالأمر خطير يا عباد الله، لا تظلم الناس في أموالهم، لا تظلمهم في أعراضهم، لا تظلمهم في دماءهم: إِنَّ دِمَاءَكُمْ وأموالكم وَأَعْرَاضَكُمْ عليكم حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ قالوا: نعم لقد بلغت، قال: اللَّهُمَّ فاشْهَدْ .

فلنتقي الله يا عباد الله: (فَلا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ)، لا يخدعكم الطمع والجشع في عدم المبالاة فيما تأكلون؛ بل عليكم أن لا تأكلوا إلا من الحلال الذي أباحه الله سبحانه وتعالى، فكيف تأكل من مال الحرام؟ وتؤكل أو تؤكل أهل بيتك من مال حرام، فتكون المسئولية عليك يوم القيامة، جاء غلام لأبي بكر رضي الله عنه جاءه بطعام فأكله أكله أبو بكر فقال الغلام: أتدري من أين اكتسبت هذا المال؟ قال: لا، قال: هذا أخذته من قوم تكهنت لهم في الجاهلية ولم أحسن الكهانة فأعطوني هذا أجرا، فأدخل أبو بكر رضي الله عنه أصابعه في حلقه وتقيأ الطعام، فقالوا: يا خليفة رسول الله لماذا؟ قال رضي الله عنه: والله لو خرجت نفسي معه لأخرجتها، إن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كل جسم نبت من السحت فالنار أولى به .

فعليكم يا عباد الله بتنقية أموالكم، تنقيتها من الربا، تنقيتها من الرشوة، تنقيتها من الكذب والغش والمخادعات في المعاملات، أصبح الأمين في هذا الوقت أصبح قليلا في الناس وحتى من يرونه يتورع عن المكاسب المحرمة يصفونه بالتغفيل وعدم الحذق، ويصفون الذي لا يبالي بأنه حاذق وأنه ماهر في الكسب وأنه عاقل إلى آخره، فصار الأمين يزدرى في هذا الوقت ويستنقص.

فعليكم يا عباد الله، بتنقية أموالكم، عليكم بالتخلص من الحرام، عليكم بالقناعة في الحلال، فإن الحلال مبارك، إن أكلته وإن تصدقت به وإن ورثته فهو مبارك ويكتب لك أجره، أما إذا كان حراما فإنك إن أكلته أكلت حراما، وإن تصدقت به لم يقبل منك، وإن تركته للورثة كان زادك إلى النار، كما في الحديث.

فاتقوا الله يا عباد الله، خلصوا أنفسكم من المكاسب المحرمة، اختصروا على ما أباح الله، فالمباح مبارك ولو كان قليلا، والحرام منزوع البركة ولو كان قليلا: (فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ)، بارك الله ولكم في القرآن العظيم ونفعنا بما فيه من البيان والذكر الحكيم، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليماً كثيرا.  

ثم اعلموا يا عباد الله، أن الكسب الحرام ليس مقصورا على التجارة، ولكنه يدخل في الأعمال التي يتولاه الموظفون فإنه أمانة: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) الله جل وعلا يخاطب الولاة والحكام فيقول: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ) وهي الوظائف والولايات، (أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) هذه وصية للحكام والشاهد منها: الأمانات (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) يعني: أن تولوا على أعمال المسلمين من فيه نصح وفيه إبراء لذمته بأن يقوم بها على الوجه المطلوب ولا تولوها لمن يغدر ويخون فيها، لمن يأخذ الرشوة على أعمال الوظيفة فلا ينجز من الأعمال إلا لمن يدفع له الرشوة ومن لا يدفع له الرشوة يعرقل معاملته أو أنه يمنعها ويقدم الراشي على الأمين على صاحب الحق.

كذلك من الأمانة في العمل أن تقوم به ولا تتأخر عنه من غير عذر، أن تبذل وقتك للعمل الذي وليت عليه ولا تتأخر عنه، ولا تتكاسل عنه، ولا تترك الناس يأتون ولا يجدون أحد في المكان ينجز لهم أعمالهم في إجازة في سفر في كذا، أنت مسئول عن هذا العمل وهو أمانة، الله سماه أمانة: (أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ) سماه أمانة فعليك أن تقوم به على الوجه المطلوب وإلا فإنك مسئول عنه أمام الله سبحانه وتعالى، إذا لم تؤديه في الدنيا فستؤديه يوم القيامة من أعمالك، ما تؤديه الدراهم الذي أخذتها ترد دراهم يوم القيامة ما في دراهم ما في دينار ولا درهم، تؤدي هذا العمل الذي خنته فيه من أعمالك الصالحة التي أنت أحوج إليها لتنجو بها من عذاب الله.

فاتقوا الله عباد الله، الدين النصيحة قال صلى الله عليه وسلم: الدِّينُ النَّصِيحَةُ والنصيحة معناها عدم الغش، والشيء الناصح هو الخالص من الغش، الدِّينُ النَّصِيحَةُ بأن تكون ناصحا، أن تكون خاليا من الغش في كل أمورك، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِكِتَابِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ كل هؤلاء لهم عليك حق لا بدأ أن تؤديه ولا تخن فيه، قال صلى الله عليه وسلم: أَدِّ الأَمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكَ وَلاَ تَخُنْ مَنْ خَانَكَ ، فأنت مسئول عن أمانتك: (وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ) هذا من صفات المؤمنين، (لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ) يراعون ويؤدونها ولا يخنون فيها، فليست الأمانة مقصورة كما يفهم بعض الناس مقصورة على الوديعة، الوديعة نوع يسير من الأمانات، الأمانات كثيرة:

عليك أمانة لله في طاعته وامتثال أمره.

عليك أمانة للرسول صلى الله عليه سلم في إتباعه والعمل بشرعه.

عليك أمانة لكتاب الله أن تتلوه حق تلاوته وأن تعمل به.

عليك أمانة لولي الأمر أن تسمع له وتطيع بالمعروف.

عليك أمانة لجميع الناس، ولأئمة المسلمين وعامتهم، لعامة الناس أن تتعامل معهم بالعدل والأمانة وعدم الخيانة وعدم الغش وعدم المكر وعدم الخديعة، هذه أمانات عظيمة تحملها على رقبتك، كل عليه أمانة في هذه الحياة: (إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا) خفنا منها هذا الذي منعها من تحملها، الإشفاق منها والخوف، (وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً).

فاتقوا الله عباد الله، حافظوا على الأمانات ولا تظنوها الوداع فقط؛ بل الأعمال التي تتولاها والوظائف هذه من أعظم الأمانات فعليك أن تقوم بها على الوجه المطلوب.

ثم اعلموا عباد الله، أنَّ خير الحديث كتاب الله، وخير الهديَّ هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحدثاتها، وكل بدعة ضلالة، وعليكم بالجماعة، فإنَّ يد الله على الجماعة، ومن شذَّ شذَّ في النار.

(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم عبدك ورسولك نبيَّنا محمد، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين، الأئمةِ المهديين، أبي بكرَ، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين.

اللَّهُمَّ أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، ونصر عبادك الموحدين، وجعل هذا البلد أمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين، اللَّهُمَّ أصلح ولاة أمورنا وجعلهم هداة مهتدين وأعنهم على الحق، اللَّهُمَّ أعنهم على الحق، اللَّهُمَّ أنصرهم على عدوك وعدوهم وعدو الإسلام والمسلمين، اللَّهُمَّ أحفظ هذه البلاد آمنة مستقرة وسائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين، اللَّهُمَّ أحفظ علينا أمننا وإيماننا واستقرارنا في ديارنا، وأصلح ولاة أمورنا، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين.

عبادَ الله، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)، (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)، فذكروا الله يذكركم، واشكُروه على نعمه يزِدْكم، ولذِكْرُ الله أكبرَ، والله يعلمُ ما تصنعون.

 

خطبة الجمعة 09-03-1435هـ