الاستقامة


 

الخطبة الأولى:

الحمد الله رب العالمين، خلق فسوى وقدر فهدى،  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا معطي لما منع ولا مانع لما أعطى، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليما كثيرا، أما بعد:

أيها الناس اتقوا الله تعالى، (اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ* وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا).

عباد الله، قال الله سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ* نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ* نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ)، وقال جل وعلا: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ* أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لسفيان بن عبدالله الثقفي رضي الله عنه لما سأله فقال يا رسول قول لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه غيرك؟ قال صلى الله عليه وسلم: قُلْ آمَنْتُ بِاللَّهِ ثُمَّ اسْتَقِمْ .

والاستقامة معناها: الاعتدال بين الإفراط والتفريط، بين الغلو والتساهل لأن الشيطان لعنه الله إذا رأى من العبدِ جاء في الآثار: أن الشيطان يشم قلب الإنسان فإن رأى منه رغبة في الخير أغراه بالغلو والتشدد حتى يخرجه عن الاستقامة، وإن رأى منه محبة للمعاصي والشهوات أغراه بالانحلال والانحدار والتساهل، وغرضه من ذلك أن يخرج الإنسان عن الاستقامة هذا هدفه: أن يخرج الإنسان عن الاعتدال وعن الاستقامة الله جل وعلا قال لنبيه: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا) يعني: لا تطغوا في الاستقامة وتزيد إلى الغلو، كما أنه سبحانه أمر بالاستقامة مع الاستغفار فقال جل وعلا: (فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ) لأن الإنسان عرضه للخطاء، الاستقامة التامة لا يقدر عليه أحد إلا بتوفيق الله سبحانه وتعالى؛ لكنه يجبر النقص بالاستغفار: (فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ)، وقال صلى الله عليه وسلم: سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمُ الصَّلاَةُ وَلاَ يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلاَّ مُؤْمِنٌ فيحافظ الإنسان على دينه وعموده الصلاة فمن حافظ عليها فقد حفظ دينه ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع والله جلا وعلا قال: (وَأَقِمْ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ) فمن استقام على الصلاة وحافظ عليها استقام على بقية دينه ومن ضيعها ضيع دينه فهي عمود الإسلام.

فعلى المسلم أن يحافظ على صلاته: (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ* أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ)، (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ).

فالاستقامة تعني: الاعتدال والاستمرار على الطاعة، لا يستقيم العبد في فترة ثم يضيع في فترة أخرى؛ بل يستمر على الاستقامة إلى أن يموت، ولا يستطيع الاستمرار على الاستقامة إلا إذا كان معتدلا بين التشدد والتساهل، فالتشدد يخرج العبد ويمله من الطاعة فيكون كالمنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى، فيشدد في أول الأمر يشق على نفسه ثم يمل ويترك العبادة والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: عَلَيْكُمْ مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا ، قال صلى الله عليه وسلم: أَحَبَّ الْعَمَلِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ ، فيداوم المسلم على طاعة ربه متوسطاً لا يشق على نفسه ويشتد ولا يتساهل ويضيع بهذا يستمر على طاعة الله ويسهل عليه الاستقامة، جاء ثلاثة نفر إلى بيوت النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عمل الرسول يسألون زوجاته عن عمله ليقتدوا به، فلما أخبرنهم بعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنهم تقالوه ولكنهم قالوا: إن رسول الله قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم: أما أنا فأصلي ولا أنام، وقال الآخر: أما أنا فأصوم ولا أفطر، وقال الثالث: أما أنا فلا أتزوج النساء، فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وأُخبر بمقالتهم غضب صلى الله عليه وسلم وخطب وقال صلى الله عليه وسلم: مَا بَالُ أَقْوَامٍ يقولون كذا وكذا أَمَّا أَنَا فَأُصَلِّى وَأَنَامُ، وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّى ، فليس معنى الاستقامة أن الإنسان يشتد على نفسه ويشق عليها، إنما معناها أن يعتدل لا يتشدد ولا يتساهل في دينه: (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ) لا يستقيمون على القول (وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ* يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ)، (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ) ثم يشرك بالله، يدعو غير الله، يذبح لغير الله، ينذر لغير الله من الأولياء والصالحين والأضرحة فلا يستقيم على التوحيد فليس له دين ولا يبقى له دين مع الشرك - والعياذ بالله -، (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ) وليس عنده شرك ولكن يكون عنده تساهل في العبادات تساهل في أداء الفرائض والطاعات ويكثر من العاصي فهذا ليس مستقيماً.

لله جل وعلا أوجب علينا قراءة الفاتحة في كل ركعة وفي آخرها: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ* صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ)، (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) وهم أهل القول والاستقامة، أهل القول والعمل الذين أنعم الله عليهم هم الذين قال الله فيهم: (وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً) ثم استعاذوا بالله من الغلو الذي هو طريقة النصارى الضالين، ومن الانحراف والضياع وهي طريقة اليهود (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) الذين تركوا العمل عن علمٍ ومعرفة، تركوا العمل وضيعوا وهم يقولون ربنا الله أو الذين يعملون على غير طريق صحيح يعملون البدع والمحادثات قد قال صلى الله عليه وسلم: مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ منه فَهُوَ رَدٌّ مردود عليه لا يقبله الله، فيعملون بالبدع والمحدثات ويتركون السنن ويعملون على ضلال وهي طريقة النصارى هذه طريقة النصارى وكل مبتدع فهو على طريقة النصارى، وكل منحرف عن الاستقامة فهو على طريقة اليهود، وكل ملتزم بالاستقامة فهو على طريقة الذين أنعم الله عليهم تكررون هذه الآية في كل صلاة؛ ولكن هل تفهمون معناها؟

هذا هو معناها باختصار، فعلى المسلم أن يستحضر معنى هذه الآية ويستقيم عليها ويستمر عليها، أسمعوا إلى جزاء المستقيمين عند الله: (تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلائِكَةُ) ملائكة الرحمة عند الموت لأن الإنسان يحصل عنده رهب عند الموت، يحصل عنده خوف إذا طالع الآخرة إذا أطلع على الآخرة صار عنده خوف ورهب عند الموت الملائكة تأتيه في هذه اللحظة وتطمئنه وتبشره: (تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا) مما أنتم مقبلون عليه، (وَلا تَحْزَنُوا) مما تركتموه في الدنيا، (وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ) تبشرهم بالجنة، (وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ* نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ) نتولاكم في الدنيا ونتولاكم في الآخرة ملائكة الرحمان معهم، (نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا) أي: في الآخرة (مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ) أي: تطلبون، (نُزُلاً) أي: ضيافة (نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ) هذا جاء المستقيمين على طاعة الله، (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ) ولا  يشرك؛ لكنه يقع في المعاصي والسيئات والمخالفات التي هي دون الشرك ويتساهل فيها فلا يبقى معه دين، فلا يتساهل المسلم في أمور المعاصي؛ بل يتجنبها ويحذر منها هذا طريق الاستقامة لمن يريد الاستقامة وفقكم الله، وفقنا الله وإياكم للاستقامة ولصلاح القول والعمل، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه أنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله على فضله وإحسانه واشكروه على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليماً كثيرا،                        أما بعد:

أيها الناس، أعلموا أن أعظم المعوقات عن الاستقامة هي الفتن التي تصد عن سبيل الله وتوقع في الضلال وما أكثرها في هذا الوقت وما أكثر الدعاة الذين يدعون إليها من خلال الكتابات، من خلال التغريديات في التويترات وما أشبهها من وسائل الاتصال التي انتشرت بين الناس اليوم وملئت بيوتهم، ما أكثر ما ينحرف المنحرفون بسبب هذه الوسائل الخبيثة، فاحذروها يا عباد الله، أحذروها لا تنظروا فيها، لا تدخلوها بيوتكم، لا تتركوها مع أولادكم مع زوجاتكم فإنها هي التي تصد عن الدين وعن سبيل الله وتحرف عن الاستقامة وتوقع في الانحراف والضلال، ما أكثر من ضلوا وانحرفوا، انحرفوا وتغيرت ملامحهم، تغيرات طريقتهم يظهر ذلك عليهم من تصرفاتهم ومن أقولهم وأفعالهم، ثم هم مربوطون بها ليلا ونهارا، أعيونهم في هذه الأشياء في هذه الآلات الخبيثة، ماذا جاء؟ ماذا حدث؟ دائما حتى إنهم أصيبوا بالمداومة عليها، أصيبوا بالإدمان ذكر أهل الخبرة: أن من وقع فيها يصاب بالإدمان فلا يصبر عنها وهذا شيء ظاهر دائما ترونهم أعيانهم في هذه الأجهزة في جيبه أو في سيارته أو في ... دائما حتى ما يتكلم مع من بجنبه حتى لا يكلم أهله ولا أولاده في بيته دائما مع هذه المواقع، حتى أنه لا يصلي ما يقوم للصلاة يخاف يفوته شيء، حتى أنه لا ينام يخاف يفوته شيء أو يعرض شيء لأنه أصيب بالإدمان فلا يصبر عنها ولو أنه من الأول تجنبها لسلم منها.

فاتقوا الله، عباد الله، حافظوا على دينكم من هذه الصوارف، وهذه الفتن، وهذه الشرور.

واعلموا أنَّ خير الحديث كتاب الله، وخير الهديَّ هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحدثاتها، وكل بدعة ضلالة، وعليكم بالجماعة، فإنَّ يد الله على الجماعة، ومن شذَّ شذَّ في النار.

(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك نبيَّنا محمد، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين، الأئمةِ المهديين، أبي بكرَ، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن الصحابةِ أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين.

اللَّهُمَّ أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين، اللَّهُمَّ أحفظ هذه البلاد، اللَّهُمَّ أحفظ هذه البلاد اللَّهُمَّ أحفظ هذه البلاد آمنة مستقرة وسائر بلاد المسلمين من كل شر وفتنة، ومن كل ضلال ومحنة، اللَّهُمَّ أحفظ الإسلام والمسلمين من كل شرر وطاغوت، اللَّهُمَّ أحفظ الإسلام والمسلمين، اللَّهُمَّ دمر أعداء الدين من اليهود والنصارى وسائر الكفرة والمشركين والمرتدين والمنافقين، اللَّهُمَّ شتت شملهم وخالف بين كلمتهم، وجعل تدميرهم في تدبيرهم وأدر عليهم دائرة السوء، وأنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، اللَّهُمَّ أصلح ولاة أمورنا وجعلهم هداة مهتدين غير ضالين ولا مظلين، اللَّهُمَّ أصلح بطانتهم وأبعد عنهم بطانة السوء والمفسدين (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).

عبادَ الله، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)، (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)، فذكروا الله يذكركم، واشكُروه على نعمه يزِدْكم، ولذِكْرُ الله أكبرَ، والله يعلمُ ما تصنعون.

 

خطبة الجمعة 21-11-1434هـ