أراد أن يعربه فأعجمه

أراد أن يعربه فأعجمه

 قال الشاعر:

ولأن يعادي عاقلا خير له                   من أن يكون له صديق أحمق

 

تذكرت هذا البيت عندما قرأت في جريدة عكاظ العدد الصادر في يوم الاثنين الموافق 17/6/1428ﻫـ، مقالاً باسم هاشم الجحدلي عن معالي الأستاذ الراحل: عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري في صورة المدح وهو ذم له حيث ذكر علاقة التويجري بالقصيمي الذي ظهر إلحاده في كتابه الأغلال وغيره والذي ضلله بسببه كثير من العلماء الكبار وردوا عليه بردود محكمة مثل رد الشيخ عبدالله بن يابس، ورد الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي، ورد الشيخ إبراهيم السويل، ورد عليه أيضاً الشيخان/ راشد بن خنين وصالح بن سحمان تلميذا/ عبدالعزيز بن باز.

وكون الأستاذ عبدالعزيز التويجري يقول: لا أعتقد أن القصيمي ملحداً، وأحترم كل المخالفين له، إن صح عنه ذلك لا يمنع رأي غيره من المشايخ الذين رأوا إلحاده وردوا عليه فهم أعلم منه وعرفوا ما لم يعرفه عن القصيمي.

وقول التويجري: فالقصيمي في: [هذه هي الأغلال كان دستوره القرآن ومنهاجه السنة النبوية ولم يشطط عنهما] هذا القول مغالطة منه واضحة وتجهيل للعلماء الذين ردوا عليه وضللوه في هذا الكتاب ثم إنه قد اعترف بشطحات القصيمي حيث قال: [لا أخفي سراً إذا قلت إن كتبه بل حتى رسائله تحمل بعض التجاوزات والشطحات خاصة عندما يدخل دائرة المجاز وإنه في هذا الأمر يتورط كثيراً في نسف كثير من المسلمات، وكنت لا أوافقه على ذلك بل كنت أعارضه على هذه الجزئيات في رسائله] ثم قال التويجري: وكل ما قلته ليس دفاعاً عن القصيمي واحترم كل المخالفين ولا أخطئ أحداً، ثم يعترف أنه ليس فقيهاً فيقول: وليس عندي من الفقه ما يؤهلني للوصول إلى ما يقول عنه الإنسان هذا حلال وهذا حرام، وأقول مادام الأستاذ التويجري اعترف أنه ليس فقيهاً فكيف يبرئ القصيمي من الإلحاد ولا سيما وأنه اعترف أن القصيمي ينسف كثيراً من المسلمات ومن ينسف كثيراً من المسلمات في الدين كيف لا يوصف بالإلحاد، وقوله: [لا أخطئ أحداً] يقتضي أن الناس عنده سواء بما فيهم المخطئ والمصيب والله جل وعلا فرق بين أهل الحق وأهل الضلال، وأخيراً فإن الكاتب الجحدلي قد أساء إلى التويجري من حيث ظن أنه يحسن إليه فيما كتب فليته سكت عنه وفي السكوت السلامة.

وأخيراً أقول غفر الله للتويجري إن كان يجل أمر القصيمي ويحسن به الظن.

وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح والعلم النافع والعمل الصالح وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

 

صورة للمقال