كتاب الكبائر للشيخ محمد بن عبدالوهاب 23-03-1439هـ


 شرح كتاب الكبائر للشيخ محمد بن عبد الوهاب 23-3-1439ه.

باب التشدق وتكلف الفصاحة.

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

من آفات اللسان وكبائر اللسان التشدق في الكلام وإظهار الفصاحة، الإنسان يتكلم بما يعرفه الناس، خاطب الناس بما يعرفون كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يكذب الله ورسوله"!؟ الإنسان يخاطب العوام بما يليق بهم، ويخاطب العلماء بما يليق بهم، ويخاطب الملوك وولاة الأمور بما يليق بهم، كل مقام له مقال، ويخاطب الشباب والأطفال بما يليق بهم، ويستعمل اللغة الدارجة التي لا مشقة فيها عليهم حتى يفهموا كلمه، وحتى يتواضع هو في كلامه.

 

وقول الله تعالى {وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم}

هذا من صفة المنافقين أنهم إذا تكلموا تكلفوا في الكلام وإظهار الفصاحة، ولهم مظاهر في أجسامهم ولكن قلوبهم العياذ بالله فاسدة، فليست العبرة بالمظاهر إنما العبرة بما في القلوب،

والإنسان يتواضع حتى في كلامه مع الناس، يكلمهم بما يعرفون وبما يليق بهم، "خاطبوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يكذب الله ورسوله"!؟ والبلاغة كما يقولون مطابقة الكلام لمقتضى الحال، هذه هي البلاغة، ماهي البلاغة بالتفاصح، والبلاغة مطابقة الكلام لمقتضى الحال، فتخاطب الناس بحسب أفهامهم، وعلى حسب منازلهم، الصبيان لهم خطاب، والكبار لهم خطاب، والعلماء لهم خطاب، ولاة الأمور والملوك لهم خطاب،

 

عن ابن عمر -رضي الله عنه -مرفوعا «إن من البيان لسحرا» رواه البخاري.

إن من البيان لسحرا، والبيان هو الكلام، (خلق الإنسان* علمه البيان)، فالبيان هو الكلام الذي يبين ما عند الإنسان، ويطلب به حاجاته من الناس، هذا هو البلاغة، ليس البلاغة بالتفاصح، والتشدق بالكلام. البلاغة: مطابقة الكلام لمقتضى الحال. هذه هي البلاغة، فينبغي للإنسان أن يفهم هذا، يتواضع في كلامه، يتواضع في تعامله مع الناس، يعامل كل واحد بما يليق به، "إن من البيان لسحرا" البيان هو الكلام، والسحر هنا يراد به أن بعض الكلام يعمل ما يعمله السحر من قلب الحق باطلا والباطل حقا، فيقلب الحق باطلا ويقلب الباطل حقا بكلامه، والله وصف المنافقين بأن مظاهرهم جميلة وكلامهم فصيح ولكن ليس في قلوبهم إيمان، وهم في الدرك الأسفل من النار. (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا). (إذا رأيتهم تعجبك أجسامهم) من جمالها ومظاهرها، (وإن يقولوا) يعني يتكلموا (تسمع لقولهم) يكون كلامهم فيه فصاحة وفيه بلاغة، فهذا لا يدل على فضلهم، إنما التواضع هو صفة المؤمنين، والتكبر صفة المنافقين، وهذه الآية في عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين، كان مظهره جميلا، وكان كلامه فصيحا، ولكنه في الدرك الأسفل من النار لأنه رأس المنافقين والعياذ بالله.

 

وعن ابن عمرو رضي الله عنهما -مرفوعا «إن الله يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه كما تتخلل البقرة» حسنه الترمذي.

الله جل وعلا يبغض، يوصف بأنه يغضب، ويحب، ويكره، وهذه من صفات أفعاله سبحانه وتعالى، فالله جل وعلا "يبغض البليغ" يعني الذي يتكلف البلاغة وإلا البليغ الذي من طبيعته هذا لا بأس، لكن الذي يتكلف البلاغة والفصاحة، ولهذا قال: " يتخلل بلسانه كما تتخلل البقرة بلسانها". البقرة إذا أرادت أن تأكل الشجر تلفه بلسانها، تلف الشجرة بلسانها، والعلف تلفه بلسانها، ماهي مثل البعير ومثل الحمار يتناوله بشفتيه لا، البقرة بلسانها، تأكل بلسانها، المنافق كذلك "يتخلل بلسانه" يعني يأكل بلسانه وفصاحته.

 

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه -مرفوعا «من تعلم صرف الكلام ليصرف به قلوب الرجال أو الناس لم يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا». رواه أبو داود.

هذا وعيد شديد على الذي يتعلم الفصاحة والبلاغة من أجل أن يؤثر على الناس ويتعاظم عليهم ولأجل أن يمدح، فالله يبغضه جل وعلا، يبغضه ويكرهه، ويحب المتواضعين، ويحب طيب الكلام، (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه).  يحب طيب الكلام، ويكره سيء الكلام، والفحش والتفحش.

 

 ولأحمد عن معاوية -رضي الله عنه -: «لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم -الذين يشققون الكلام تشقيق الشعر».

لعن صلى الله عليه وسلم يعني دعا عليهم باللعنة، واللعنة هي الطرد والإبعاد عن رحمة الله، ولا تكون إلا على كبيرة من كبائر الذنوب، فلعن الذين يتشدقون بالكلام ويتكلفون الكلام والفصاحة يترفعون بذلك على الناس.

"يشققون الكلام" يعني يتكلفون الفصاحة في كلامهم ولا داعي إلى هذا، لا داعي إلى التكلف في الكلام، تواضع في كلامك، لا تتكلف الفصاحة والبلاغة الله يكره هذا، يكره البليغ الذي يقلب الحق باطلا والباطل حقا بكلامه، يقول الشاعر:

في زخرف القول تزيين لباطله        والحق قد يعتريه سوء تعبير.

تقول هذا مجاج النحل تمدحه –يعني العسل يسميه مجاج النحل، هذا مدح.

وإن تشأ قلت ذا قيء الزنابير-يعني قيء الذبان؛ لأن النحل على صفة الذباب. وهو يتقيأ العسل، يتقيَّأه، يمصه من الزهر ثم يتقيأه في المنحل، فهو قيء الزنابير يعني قيء الذبان.

 

باب شدة الجدال

 وقول الله تعالى: {وهو ألد الخصام}

شدة الجدال الإنسان لا يتشدد في الجدال لأجل أن يغلب على خصمه، ما يتشدد في الجدال هذا يذمه الله، (وهو ألدُّ الخصام). من اللَّدد وهو يعني المذموم، اللَّدد المذموم،

(قومًا لُدًّا) قوم مذمومون.

 

عن عائشة -رضي الله عنها -مرفوعا «إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم».

"إن أبغض الرجال" الله يبغض سبحانه وتعالى وبغضه يتفاوت، بعضه أشد من بعض،

"أبغض الرجال" يعني أشدهم بغضا عند الله عزوجل، "الألد الخصم" الذي يغلب الناس بحجته وهو مبطل ليس على حق، وهذا يفطن له المحامون الآن، يتقون الله عزوجل إنما ينوبون عن الخصوم، ينوبون عنهم ولكن لا يتغلبون بفصاحتهم وحججهم، هذا لا يجوز، يجادلون بالطريقة السليمة التي لا تكلف فيها والتي يحصل بها المقصود؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إنكم تختصمون إلي، وقد يكون بعضكم ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو ما أسمع، فمن قضيت له بحق أخيه فلا يأخذه فإنما أقطع له قطعة من النار" ألي يعرف أنه مبطل لا يتمادى ويطالب بالباطل، إن كان محقا يطالب بحقه بطريقة سليمة، أما إن كان مبطلا فإن عليه وعيد شديد،  يقطع له قطعة من النار، هذا الرسول صلى الله عليه وسلم فكيف بغيره، لأن الرسول بشر لا يعلم الغيب، يقضي على نحو ما يسمع كما قال صلى الله عليه وسلم، فلا يقول أحد هذا أنا آخذه من عند القاضي، هذا حاكم لي القاضي فيه، ما يكفي هذا، أنت تعرف أنك محق أو مبطل، إن كنت مبطلا فتب إلى الله ودع أموال الناس، وإن كنت محقا فبالطريقة السليمة التي يتوصل بها إلى الحق. والخصومات يدخلها بلاء والمحاماة بالذات. الله جل وعلا يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: (ولا تكن للخائنين خصيما). (ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا). الإنسان يخاف الله عزوجل، ولا يستعمل فصاحته على الضعفاء الذين لا يحسنون الكلام، يستعمل فصاحته لأخذ حقوقهم، وأخذ أموالهم ويكون نائبا للخائنين المبطلين، هذا المحامين عليهم وزر ثقيل، عليهم أن يتقوا الله عز وجل، ينصفوا ولا يدخلوا على موكليهم مالا حرامًا، فإنهم مسؤولون عن هذا يوم القيامة، (فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا). لابد من موقف أمام الله سبحانه وتعالى ينتصر فيه الحق ويبطل الباطل.

 

وللترمذي عن ابن عباس -رضي الله عنهما -مرفوعا «كفى بك إثما أن لا تزال مخاصما».

"كفى بك إثما" يعني يكفيك من شدة الإثم أن تكون دائما مخاصمًا، إنما الخصومة قدر الحاجة فقط، أما أنك تتخذ الخصومة حرفة تتأكل بها فهذا عمل شنيع وشديد الإثم، إذا ابتليت بالخصومة فجادل بالتي هي أحسن، جادل بالحق ولا تظهر فصاحتك وقوتك على إنسان ضعيف الحجة، تتغلب عليه وهو محق وأنت مبطل.

في زخرف القول تزيين لباطله.

 يزخرف الحجج، يزخرف على أنك محامي وعلى أنك لا، هذا ما يجوز.

 والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

 الفوائد الحسان من دروس الفوزان.

فوائد من شرح كتاب الكبائر للإمام محمد بن عبد الوهاب 23-3-1439هـ.

 

الفائدة الأولى: من آفات اللسان وكبائر اللسان التشدق في الكلام وإظهار الفصاحة، فالإنسان يتكلم بما يعرفه الناس، قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يكذب الله ورسوله"!؟

 

الفائدة الثانية: الإنسان يخاطب العوام بما يليق بهم، ويخاطب العلماء بما يليق بهم، ويخاطب الملوك وولاة الأمور بما يليق بهم، ويخاطب الشباب والأطفال بما يليق بهم، كل مقام له مقال، ويستعمل اللغة الدارجة التي لا مشقة فيها عليهم حتى يفهموا كلمه، وحتى يتواضع هو في كلامه.

  

الفائدة الثالثة: من صفات المنافقين أنهم إذا تكلموا تكلفوا في الكلام وإظهار الفصاحة، ولهم مظاهر في أجسامهم ولكن قلوبهم والعياذ بالله فاسدة، فليست العبرة بالمظاهر إنما العبرة بما في القلوب.

 

الفائدة الرابعة: البلاغة مطابقة الكلام لمقتضى الحال، هذه هي البلاغة، فليست البلاغة بالتفاصح، فتخاطب الناس بحسب أفهامهم، وعلى حسب منازلهم، الصبيان لهم خطاب، والكبار لهم خطاب، والعلماء لهم خطاب، ولاة الأمور والملوك لهم خطاب.

 

الفائدة الخامسة: قوله: "إن من البيان لسحرًا"، البيان هنا هو الكلام الذي يُبِينُ ما عند الإنسان، ويطلب به حاجاته من الناس، هذا هو البلاغة، ليست البلاغة بالتفاصح والتشدق بالكلام. فينبغي للإنسان أن يفهم هذا ويتواضع في كلامه، ويتواضع في تعامله مع الناس، يعامل كل واحد بما يليق به.

 

الفائدة السادسة: قوله: إن من البيان لسحرًا": السحر هنا يراد به أن بعض الكلام يعمل ما يعمله السحر من قلب الحق باطلا والباطل حقا، فيقلب الحق باطلا ويقلب الباطل حقا بكلامه، والله وصف المنافقين بأن مظاهرهم جميلة وكلامهم فصيح ولكن ليس في قلوبهم إيمان، وهم في الدرك الأسفل من النار. (إنَّ المنافقين في الدَّركِ الأسفلِ من النَّارِ ولن تجدَ لهم نصيرًا).

 

الفائدة السابعة: قال تعالى عن المنافقين: (إذا رأيتهم تعجبك أجسامهم) من جمالها ومظاهرها، (وإن يقولوا) يعني يتكلموا (تسمع لقولهم) يكون كلامهم فيه فصاحة وفيه بلاغة، فهذا لا يدل على فضلهم، إنما التواضع هو صفة المؤمنين، والتكبر صفة المنافقين، وهذه الآية في عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين، كان مظهره جميلا، وكان كلامه فصيحًا، ولكنه في الدرك الأسفل من النار؛ لأنه رأس المنافقين والعياذ بالله.

 

الفائدة الثامنة الله جل وعلا يوصف بأنه يغضب ويحب ويكره، وهذه من صفات أفعاله سبحانه وتعالى، فالله جل وعلا "يبغض البليغ" الذي يتكلف البلاغة وإلا البليغ الذي من طبيعته هذا لا بأس، لكن الذي يتكلف البلاغة والفصاحة.

 

الفائدة التاسعة: قوله عليه الصلاة والسلام: " يتخلل بلسانه كما تتخلل البقرة بلسانها".

 البقرة إذا أرادت أن تأكل الشجر تلفه بلسانها، والمنافق كذلك "يتخلل بلسانه" يعني يأكل بلسانه وفصاحته.

 

الفائدة العاشرة: قوله: «من تعلم صرف الكلام ليصرف به قلوب الرجال أو الناس لم يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا» هذا وعيد شديد على الذي يتعلم الفصاحة والبلاغة من أجل أن يؤثر على الناس ويتعاظم عليهم ولأجل أن يمدح، فالله يبغضه جل وعلا يبغضه ويكرهه ويحب المتواضعين، يحب طيب الكلام، ويكره سيء الكلام، والفحش والتفحش.

 

الفائدة الحادية عشرة: قوله: «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين يشققون الكلام تشقيق الشعر». يعني دعا عليهم باللعنة، واللعنة هي الطرد والإبعاد عن رحمة الله، ولا تكون إلا على كبيرة من كبائر الذنوب، فلعن الذين يتشدقون بالكلام ويتكلفون الكلام والفصاحة يترفعون بذلك على الناس.

 

الفائدة الثانية عشرة: لا داعي إلى التكلف في الكلام، تواضع في كلامك، لا تتكلف الفصاحة والبلاغة، فالله يكره البليغ الذي يقلب الحق باطلا والباطل حقا بكلامه، يقول الشاعر:

في زخرف القول تزيين لباطله        والحق قد يعتريه سوء تعبير.

تقول هذا مجاج النحل تمدحه    وإن تشأ قلت ذا قيء الزنابير

 

الفائدة الثالثة عشرة: الله سبحانه وتعالى يبغض وبغضه يتفاوت، بعضه أشد من بعض، فيبغض الألد الخصم الذي يغلب الناس بحجته وهو مبطل ليس على حق.

 

الفائدة الرابعة عشرة: المحامون الذين ينوبون عن الخصوم عليهم أن يتقوا الله عزوجل، فلا يجوز لهم أن يتغلبوا بفصاحتهم وحججهم، يجادلون بالطريقة السليمة التي لا تكلف فيها والتي يحصل بها المقصود. النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إنكم تختصمون إلي وقد يكون بعضكم ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو ما أسمع فمن قضيت له بحق أخيه فلا يأخذه فإنما أقطع له قطعة من النار".

 

الفائدة الخامسة عشرة: من يعرف أنه مبطل فلا يتمادى ويطالب بالباطل، إن كان محقا يطالب بحقه بطريقة سليمة، أما إن كان مبطلا فإن عليه وعيد شديد، يقطع له قطعة من النار، هذا الرسول صلى الله عليه وسلم فكيف بغيره، لأن الرسول بشر لا يعلم الغيب، يقضي على نحو ما يسمع.

 

الفائدة السادسة عشرة: لا يجوز لأحد أن يقول: هذا أنا آخذه من عند القاضي، هذا حاكم لي القاضي فيه، ما يكفي هذا، أنت تعرف أنك محق أو مبطل، إن كنت مبطلا فتب إلى الله ودع أموال الناس، وإن كنت محقا فبالطريقة السليمة التي يتوصل بها إلى الحق. فالخصومات يدخلها بلاء والمحاماة بالذات. الله جل وعلا يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: (ولا تكن للخائنين خصيما). (ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا).

 

الفائدة السابعة عشرة: على الإنسان يخاف الله عزوجل، ولا يستعمل فصاحته على الضعفاء الذين لا يحسنون الكلام، يستعمل فصاحته لأخذ حقوقهم، وأخذ أموالهم ويكون نائبا للخائنين المبطلين، هؤلاء المحامين عليهم وزر ثقيل، عليهم أن يتقوا الله عز وجل، ولا يدخلوا على موكليهم مالا حرامًا، فإنهم مسؤولون عن هذا يوم القيامة، (فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا). لابد من موقف أمام الله سبحانه وتعالى ينتصر فيه الحق ويبطل الباطل.

 

 

الفائدة الثامنة عشرة: قوله: "كفى بك إثما أن لا تزال مخاصمًا" يعني يكفيك من شدة الإثم أن تكون دائما مخاصمًا، إنما الخصومة على قدر الحاجة فقط، أما أنك تتخذ الخصومة حرفة تأكل بها فهذا عمل شنيع وشديد الإثم، إذا ابتليت بالخصومة فجادل بالتي هي أحسن، جادل بالحق ولا تظهر فصاحتك وقوتك على إنسان ضعيف الحجة، تتغلب عليه وهو محق وأنت مبطل.