وسطية الإسلام ومحاربة التطرف


وسطية الإسلام ومحاربة التطرف في المديرية العامة للدفاع المدني الرياض 02-03-1438 هـ

محاضرة:(وسطية الإسلام ومحاربة التطرف)

أيها الأخوة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال اللهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) فالله جعل هذه الأُمة وسطًا بمعنى أنها عدولٌ خيار؛ لأن الله سيستشهدها على الأُمم يوم القيامة أن رسلهم بلغوهم وقامت عليهم الحجة وكانت أُمةً وسطًا؛ لأن الشاهد يُشترط فيهِ شرطان: العدل والخيار، فتوفرت في هذه الأُمة شروط العدالة والخيار فاستحقت بذلك أن يستشهدها الله على الأُمم يوم القيامة.

وكيف يشهدون على الأُمم يوم القيامة وهم أخر الأٌمم؟ يشهدون بما بلغهم رسولهم نبينا مُحمد –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الرَسُول أخبر أن الرُّسل بلغوا أُممهم وقامت الحجة عليهم وهذا في القرآن كما قص الله عن قوم نوح وعاد وثمود وسائر الأمم، قص الله علينا نبأ الأنبياء مع أُممهم وما قالوا لهم وما ردوا عليهم فنحن نشهد بما جاء في هذا القرآن الكريم من قصص الأنبياء والمرسلين والأُمم الماضية نشهد بذلك على الأُمم يوم القيامة (لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ).

 والذي يُزكينا هو رسُولنا –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) فهذا فضلٌ في هذه الأُمة نالوهُ من الله–سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- وهو ينسحب على كل أفراد في هذه الأمة المحمدية من أولهم إلى آخرهم أنها أُمةٌ عدلٌ خِيار وهذا مدحٌ من الله –سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- لهذهِ الأمة المحمدية التي هي آخر الأُمم ورسالة نبينا مُحمد –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عامة لجميع الناس بل لجميع الثقلين الجن والإنس أرسلهُ الله بشيرًا ونذيرًا (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً) قال -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- «وَاَلَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ أَوْ نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ» فهذا الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هو آخر الرسل وهو خاتم النبيين وهو الشاهد على الأُمم عند الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- لِما أنزل اللهُ عليهِ من الكتاب الذي فيهِ أخبار الأولين والآخرين كما تقرؤون ذلك في القرآن الكريم من أخبار الأُمم وأخبار الرسل وما مضى وما يأتي فهو شاملٌ لأحوال الناس إلى يوم القيامة (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) يعني: القرآن، وقيل ما في الكتاب: يعني اللوح المحفوظ ولا مانع من ذلك بأن يكون الله ما فرط في اللوح المحفوظ ولا في القرآن من شيءٍ إلا وبينهُ -سُبحانهُ وَتَعَالَى- فهذا القرآن العظيم بين أيدينا حفظُهُ الله من التغير والتبديل(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) تكفل الله بحفظ هذا القرآن لا يُغير ولا يُبدل ولا يزال رطبًا طريًا كما أُنزل على مُحمدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وسيبقى إلى أن يرفعهُ الله في آخر الزمان عند قيام الساعة؛ لأن القرآن بدء من الله -جَلَّ وَعَلَا- وإليهِ يعود في آخر الزمان يُرفع إلى الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- فهو محفوظ لا يتطرق إليه نقصٌ، ولا يتطرق إليهِ خللٌ، ولا تمتد إليهِ يدُ مُبطل بخلاف الكتب السابقة التوراة والإنجيل والزبور فهذه الله أوكل حفظها إلى أهلها حرفوها، أما هذا القرآن فإن الله تكفل بحفظهِ ولم يكل حفظهُ إلى أحد، بل تكفل بحفظهِ -سُبْحَانهُ وَتَعَالَى- لأنهُ حجة على العباد، فنحن نقرأ فيهِ أخبار الأُمم السابقة ونقرأ فيه أخبار الأنبياء والمرسلين ونقرأ فيهِ حتى أخبار السماء والملائكة المكرمين (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ).

 والسنة النبوية مُفسرة للقرآن الكريم وهي الوحيُّ الثاني، الوحي الأول القرآن الوحي الثاني السنة التي تُفسر القرآن قال تَعَالى: (وَمَا يَنْطِقُ) في وصف نبيهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى) فالمسؤولية علينا عظيمة، المسؤولية علينا جماعةً وأفرادًا وعلماء وعوام، المسؤولية علينا عظيمة أن نقوم بهذه الدين في أنفسنا أولًا ثم نبلغهُ لغيرنا وندعو إليه ونحافظ عليهِ فهو مسؤوليتا جميعًا، وكل مسلمٍ في هذه البلاد فإنهُ على ثغرة من ثغور الإسلام؛ فالله الله أن يُؤتى الإسلام من قبلهِ كلنا مكلفون بحفظ هذا الدين والعمل بهِ والدعوة إليهِ، أمانة الله -جّلَّ وَعَلَا- في أعناقنا وسنُسأل عنهُ يوم القيامة، فهو حجة لنا إن عملنا بهِ عند الله -سُبحانهُ- حجة لنا عند الله أو حجة علينا إن أعرضنا عنهُ وتأخرنا عن القيام بهِ فإنهُ حجة علينا ولهذا قال -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:      «والْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ».

أيها الأخوة كل مسلم منا فهو على ثغر من ثغور الإسلام؛ كل واحدٍ منا يعمل لهذا الإسلام، كل واحد منا يعمل لمصلحة نفسهِ ومصلحة إخوانهِ (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ ، مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى » قال -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» فكما تحب لنفسك الخير وتكره لها الشر كذلك تُحب لأخيك الخير وتكره له الشر هذه الأمة المحمدية التي امتازت على سائر الأمم بهذه المنزلة العظيمة وستسأل عن هذا يوم القيامة، كل فرد منا (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً* لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً* وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً* إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمْ الرَّحْمَنُ وُدّاً) فالإنسان بالعمل لا بالنسب، أن يكون من قبيلة فلان أو من قريش أو من بني هاشم،  أو من! «لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا لِأَبْيَضَ عَلَى أَسْودَ، وَلَا لِأَسْودَ عَلَى أَبْيَضَ إِلَا بِالتْقْوَى» كما قال الله -جَلَّ وَعَلَا- في الآية الأخرى: (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) ثم قال:(إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) فمعرفة الأنساب هذا ليس لأجل التقدم عند الله بالنسب، الله -جَلَّ وَعَلَا- إنما ينظر إلى قلوبنا وأعمالنا ولا ينظر إلى صورنا وأموالنا.

 سلمان الفارسي وبلال الحبشي من سادات الصحابة؛ وأبو لهب وأبو جهل من قريش ومن بني هاشم ومن بني مخزوم ومع هذا هم في الدرك الأسفل من النار، لم ينفعهم نسبهمن سلمان الفارسي وبلال الحبشي من سادات الصحابة ومن سادات الأولياء هذا حبشي وهذا فارسي ما هو بعربي ولا من بني هاشم ولا من قريش؛ وأبو جهل وأبو لهب من بني هاشم من بني مخزوم ومع هذا هم في الدرك الأسفل من النار! لماذا؟ لأنهم لم يعملوا بما ينجيهم من النار ولم يتبعوا رسُول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بل عادوهُ فلم ينفعهم نسبهم قال -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- «وَمَنْ بَطَّأْ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نِسِبُهُ» (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) هذا هو المعتبر، تقوى الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- بفعل أوامرهِ وترك نواهيه، ثم لنعلم أيها الإخوة أن كل واحد منا  على ثغرة من ثغور الإسلام؛ يعمل للإسلام في أي مجال هو يعمل للإسلام، في الجندية، في الزراعة، في الصناعة، في التجارة، كلٌ يعمل لهذا الدين ولهذا الإسلام بعملهِ؛ لأن الأمة بحاجة إلى مجموعة الأعمال، بحاجة إلى التجار، بحاجة إلى العلماء، بحاجة إلى الأطباء، بحاجة إلى الجنود، الإسلام بحاجة إلى كلهم، وكلهم يعملون لهذا الدين في مجال أعمالهم، لكن على المسلم أن يحتسب الأجر والثواب عند الله حتى ينال الأجر من الله -عَزَّ وَجَلَّ- وإلا فكل منا يعمل لهذا الدين ويعمل لمصلحة إخوانه كمثل الجسد الواحد كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا فعلينا أن نحسن النية والقصد لهذا الدين ولنفع المسلمين حتى نكون عند الله -سُبحانهُ- من العباد الصالحين وننال من الله الأجر والثواب يوم القيامة.

(إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) لم يقل إن أكرمكم أشرفكم نسبًا، أو أكثركم مالًا أو أكثركم علمًا

لا؛ أتقاكم (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) ولو كان عبدا حبشيًا أو فارسيًا أو هاشميًا من بني هاشم أو قرشيًا من قريش، هذا لا اعتبار له عند الله، هذا إنما جُعل لأجل التعارف بين الناس فقط (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) فقط يعرف بعضكم بعضًا، يعرف قريبه يعرف من هو من جلدته يعرف فقط لأجل التواصل والتراحم فيما بينهم، وأما عند الله فالله لا ينظر إلى الأنساب إنما ينظر إلى الأعمال وكل عامل منا فهو يعمل لهذا الإسلام وللمسلمين فلينظر في العمل وليحسن في العمل وليصلح النية في عملهِ وليحترم إخوانه المسلمين ولا يحتقر أحدًا، لا يؤذي أحدًا كلكم إخوان «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبُّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» المراد بأخيهِ أخيهِ في الدين ليس المراد أخوهُ في النسب بل أخوهُ في الدين هو أخوك أقرب لك من أخيك بالنسب، أخوك في الإسلام أقرب إليك من أخيك في النسب؛

لأن أخاك في النسب قد يكون بعيدًا عنك بالمحبة وبالأخوة يقاطعك، لكن أخوك في الدين كأنهُ منك وأنت منهُ، فأخوة الإسلام مقدمة على أخوة النسب، ثم لنعلم أن كل واحد منا يعمل للإسلام سواء أن كان جنديًا سواء أن كان تاجرًا سواء أن كان قاضيًا سواء أن كان مدرسًا كلنا نعمل لهذا الإسلام كالجسد الواحد والناس كالأعضاء في الجسد، المسلمون كالأعضاء في الجسد كلهم يخدمون هذا الجسد، ويتكون الجسد منهم كذلك يتكون الإسلام بالمسلمين في تعاونهم (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) فلا يجد المسلم على أخيه حقد والبغضاء والحسد.

وإنما يجد لأخيه المسلم المحبة  والأخوة الصادقة والتعاون على البر والتقوى والترابط بين المسلمين، هذا هو المطلوب الذي خلقنا الله من أجلهِ، وإنما النسب إنما هو للتعارف فقط تعرف إن هذا من أقاربك، إن هذا من أسرتك أنه من جماعتك؛ لكن لا يوجب هذا أن تقدمه على غيره إذا كان على غير الدين فإذا كان على غير الدين فلا تقربه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ) أولياء يعني تحبونهم ويحبونكم وهم أعداء لله وأعداء للمسلمين لا تحبهم؛ ولو كانوا أقرب الناس إليك )لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمْ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ)، فهؤلاء هم المؤمنون، ويكونون في الآخرة أخوانًا على سررٍ متقابلين، أما أهل النار فيلعن بعضهم بعضا، ويسُّب بعضهم بعضا ويتلاومون -والعياذ بالله-، أما أهل الجنة فيتحابون على مجالسهم يتقابلون على مجالسهم، كما كانوا في الدنيا على دين الله، وعلى المحبة في الله كانوا في الجنة كذلك، فعلينا أن نكون كذلك ونسأل الله أن يوفقنا لذلك، وأن يثبتنا عليه.

كما تعلمون ما يموج به العالم اليوم من الفتن والشُرور التي لا تقتصرعلى أهلها ومواطنها بل تأتيكم تزحف بشتى وسائل النقل، والوسائل الكثيرة التي تُبث فيها الشرور وتصل الإنسان على فراشه وفي أقصى بيته إلَّا من رحم الله، فعلينا أن نحذر من هذه الفتن، وأن نطَّهر بيوتنا منها وأن نمنعها عن عوائلنا، ومن تحت أيدينا فإنها غزو، غزوٌ قبيحٌ تغزو البيوت، وتغزو الأسر تغزو الأولاد، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) هذه نارٌ تدخل في بيتك! تُحرق أولادك تُحرق أقاربك، إمنعها عن بيتك؛ بيتك لا أحدٌ ينازعك فيه، حتى الملك ما يستطيع يتصرف في بيتك! بيتك تحت أمرتك وتحت سلطتك ولا يدري عنه إلَّا أنت، أنت المسؤول عما في بيتك، فلنتقِ الله -سُبَحْانه وَتَعَالَى- في بيوتنا وفي أولادنا ونتناصح فيما بيننا مع أخواننا مع جيراننا مع من حولنا، نتحاب ونتراحم ونتناصح ونتعاون على البرَّ والتقوى، أسأل الله لي ولكم بالتوفيق بالعلم النافع والعمل الصالح والإخلاص لله -عَزَّ وَجَلَّ- فيما نقول وفيما نعمل، وفيما نعتقد، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

 فقرة الأسئلة:

السؤال:

العالم الإسلامي في هذا الوقت يمر بمرحلة صعبة وخاصةً فيما يتعلق بهجمةٍ شرسةٍ على أهل السُنَّة خاصةً اليوم علينا واجبات كبيرة تجاه ديننا ونجاه الأمة وتجاه وطننا وحماية مقداستنا واقتصادنا وحماية بلادنا وحماية الحرمين الشريفين؛ هل تتفضل معاليكم بإعطائنا توجيه تجاه هذه المسؤولية، وكيف نستطيع أن نواجه هذه التحديات الكبيرة التي أصبحت تُحيط بنا من كل جانب؟

 

الجواب:

نعم كما تفضلتم؛ نحن الآن مهددون من كل جانب، من الكفار والدول المعادية للإسلام والمسلمين على وجه العموم، ولهذه البلاد خاصةً، علينا أن نواجه هذا المدَّ الخطير، أن نواجهه: بالاستعانة بالله أولًا، ثم بمقاومته كلٌ بما أعطاه الله؛ أوﻷ بمدافعته ورد الشبهات وهذا من شأن العلماء.

 وثانيًا: الرد بالقوة وهذا واجب الجنود واجبكم، الرد بالقوة والمدافعة عن هذا البلاد وحدودها وحتى من الداخل من وجد يتربص بها لأنه هنا أعداء من الداخل أيضا، فيجب أن نتنبه لهم، وأن ندافع شرهم عن المسلمين بما يليق بهم.

 وأيضًا: علينا أن نتعلم قبل الدخول في مجال العلم أن يكون عندنا علم كيف نواجه هذا اﻷشياء، نتعلم كيف نواجهها والتعلم يكون تعلم ديني ويكون تعلم عسكري ويكون تعلم سائر الفنون التي نحتاج إليها في المدافعة عن بلادنا عن الإسلام أولًا، ثم عن بلادنا.

أيضًا التعاون فيما بيننا، وعدم التخاذل نتعاون فيما بيننا نتواصى بالحق، نتواصى بالصبر، كما أمرنا الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- نُحسن النية ونعتبر هذا من الجهاد في سبيل االله كل واحد منا على ثغرة من ثغور الإسلام، الله الله أن يؤتى الإسلام من قبله نحن مسؤولون كلنا عن هذا البلاد وعن أهلها، أن نحافظ عليها، المدرس في فصله، القاضي في محكمته، الداعية إلى الله في محاضرته وكلمته، كلٌ عليه واجب خطيب الجامع في خطبته، ندافع عن هذا الإسلام، ونكشف ما يُلقى عليه من الشبهات ومن الإعتراضات الباطلة نبينها للناس كي ألَّا يغتروا به وينخدعوا بها نكشف اﻷعداء من الداخل والخارج ولا نتستر عليهم هذا واجب الجميع.

السؤال:

بسم الله الرحمن الرحيم

فضيلة الشيخ جعل الله ما قدمت لنا في ميزان حسناتك.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

(الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ* فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ)، في ظل هذا الآية المطمئنة لمن التزم بشرع الله ورسوله، وفي ظل ما يتعرض له الدعوة في العالم  الإسلامي من هجمة شرسة بصفةٍ عامة وعلى المملكة بصفةٍ خاصة؛ لو تكرمتم بإلقاء الضوء على ما يجرى من هجوم على الإسلام؟

الجواب:

الهجوم على الإسلام ليس جديدًا هذا قديم وهذه الآية التي ذكرتها وهي قولهُ تعالى: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ* فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ* إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)، هذه الآيات نزلت بعد وقعة أُحد لما حصل على المسلمين في وقعة أُحد ما حصل من النكبة؛ بسبب خطأ ارتكبه بعضهم، وهو أن الرسول -صَلَّى اللهَ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جعلهم في مواضع للحراسة فلما انتصر المُسلمون على الكفار في وقعة أُحد وصاروا يجمعون الغنائم فهؤلاء قال بعضهم لبعض ننزل ونترك مواقعنا لنشارك إخواننا في جمع الغنائم، فنهاهم قائدهم عن ذلك، الرَسُول قال لهم: لا تتركوا الجبل سواءً انتصرنا أو هُزمنا فخالفوا الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فحصلت النكبة رجع عليهم الكفار من جديد مع الجبل الذي تركوهُ انقضوا على المسلمين فأصبح المسلمون بين فكيِّ الأسد من هنا ومن هنا أحاطوا بهم ودارت المعركة من جديد بسبب هذه المعصية، معصية الرَسُول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في ترك الجبل قال لهم: لا تتركوا الجبل، فتركوا الجبل فعصوا الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فنزلت العقوبة على الجميع، العقوبة إذا نزلت لا تخص المجرم تعم المجرم وغيره، نزلت المصيبة بالجميع.

 فلما أدبر المشركون راجعين بعد ما حصل على المسلمين قال بعضهم لبعض ما صنعنا بهم شيئًا نرجع إليهم ونستأصل بقيتهم، فبلغ الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذلك وهو في المدينة راجعًا من أُحد فأمر أصحابه الذين خرجوا إلى أُحد خصوصًا وفيهم الجِراح، فيهم الدماء تسيل، أمرهم بالخروج فخرجوا بجروحهم ودمائهم طاعةً للهِ ورسولهُ ونزلوا في مكان قريب من المدينة يتحينون قدوم العدو، فلما علم المشركين بخروج المسلمين أصابهم الرعب وقالوا: ما خرجوا إلا فيهم قوة، فألقى الله الرعب في قلوبهم فانهزموا وسَلِمَ المسلمون، (الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً)، ما زادهم ضعف ولا خور ولا خوف زادهم إيمانًا (وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ) أي: الله يكفينا حسبنا الله أي: الله كافينا (حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) المفوض إليه أمورنا جمعوا بين القول، والعمل خرجوا يترصدون للعدو، والقول (وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) كانت النتيجة: أن الله هزم عدوهم فرجعوا سالمين والحمد لله، ورجعوا غانمين الأجر والثواب، (لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ)، هكذا يجب على المسلمون أن يكونوا.

 الآن الإرجاف في المسلمين كما تعلمون والتهديدات ولكن يجب على المسلمين أن يستعدوا ويقولوا حسبنا الله ونعم الوكيل، اعتمدوا على الله مع إعداد العدة والقوة ولم يضروهم أبدًا بإذن الله.

السؤال:

مع كثرة المفتين في الساحة خاصة في وسائل الإعلام كيف أعرف المفتي الثقة الذي تُبرأ به ذمتي؟

الجواب:

 يا أخي! المفتون المعتمدون معرفون والحمد لله، عندكم دار الإفتاء فيها العلماء، عندكم هيئة كبار العلماء أسألوهم، ولا تسألوا كل من هب ودب أو تعالم أو نصب نفسه، عندكم جهات رسمية مؤتمنة معمّدة لهذا الشيء فارجعوا إليهم.

السؤال:

ما نصيحتكم للآباء في تحصين الأبناء من الانحراف الفكري؟

الجواب: نعم، ما فيه شك أن الأبناء مسؤولية على الآباء أن يحموهم من الانحراف الفكري، وقرناء السوء أن يحموهم ويُحافظوا عليهم، الإنسان إذا كان عنده غنم أليس يؤويها ويحفظها من الذئب والذئاب والسُراق، هل الغنم أعز عليك من أولادك؟! حافظ على أولادك أولًا، حافظ على أولادك من الأفكار السيئة اخلِ بيتك من وسائل الشر من الفضائيات الهابطة، اخلِ بيتك من هذه الأمور ولا تجعل يدخل بيتك إلا الشيء الطيب والإعلام الطيب الذي ينفع، المحاضرات الطيبة الوصايا الطيبة، تلاوة القرآن، مجالس أهل العلم، وهي كثيرة والحمد لله، وأبعد عن بيتك هذه الوسائل الفاسدة والمواد الفاسدة لا تدخل بيتك، وبيتك بيدك أنت تستطيع السيطرة عليه وأنت المسؤول عنه.

السؤال:

بعض الناس خاصة في أوقات الأمطار يتهور بنفسه وبأسرته وينزل في أماكن خطرة أو يقطع بعض الطرق التي قطعها السيل وقد ينتج عن هذه المغامرة إما أن يتوفاهُ الله أو أسرته، أو تعرضه للأذى، ما توجيهكم للناس خاصة مع نزول الأمطار؟

الجواب:

لا يجوز هذا لا يجوز المخاطرة، والدخول في مواطن الخطر والأمطار والسيول يبتعد الإنسان عن مواطن الخطر ولا يُغامر بنفسهِ وبأسرتهِ بل بإخوانهِ المسلمين ولو كانوا من غير أقاربهِ عليه أن يتجنب مواطن الخطر ويحافظ على نفسهِ وعلى أولادهِ وإخوانهِ يفعل الأسباب والله -جَلَّ وَعَلَا- يقيهِ إذا فعل السبب،الله يقيهِ، أما إذا فرط فالله -جَلَّ وَعَلَا- قد يسلط عليه بسبب تفريطه وبسبب مخالفتهِ.

السؤال:

ما توجيهكم للناس في الاستجابة للمعلومات الدفاع المدني من ناحية السلامة؟

الجواب: نعم هذا واجب ما يُنبه عليه الدفاع المدني يجب أن يُعتبر وأن يُعتمد وأن يُعمل به؛ لأنهُ من باب الحيطة ومن باب اتخاذ أسباب السلامة فيجب العمل بما يقوله الدفاع المدني وما يُعلنه، ويجب التمشي على توجيهات الدفاع المدني.

السؤال:

 نجاحات رجال الأمن لمحاربة الفئة الضالة قبل ارتكابهم لعمل إجرامي؛ كلمتكم معالي الشيخ لرجال الأمن في مواجهة هؤلاء؟

الجواب:

نقول: جزاهم الله خيرًا على هذا العمل هذا من الجهاد في سبيل الله، ومن الدفاع عن الإسلام والمسلمين وهم مأجورون على ذلك وهذا من توفيق الله -سُبْحَانَهُ وَتعَالَى- لهم وللمسلمين ولهم الأجر في ذلك؛ لأنهم يحرصون ويَحرسون بلاد المسلمين ويحرسون بلاد الإسلام، فهم على خيرٍ عظيمٍ وهذا من الرباط في سبيل الله «عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ الله».

 فرجال الأمن يحرسون في سبيل الله كلٍّ على عمله كلٍّ على عمله الموكول إليهِ كلهم يحرسون في سبيل الله سواء على الثغور، أو داخل البلدان كلهم يؤدون عملًا طيبًا لحماية المسلمين وحماية الإسلام أولًا وحماية المسلمين من الأخطار فهم على أجر عظيم وثواب، وهم من المرابطين في سبيل الله في أي مكان يكونون.

السؤال:

(كلمات غير واضحة) نريد منكم توضيح كيف نحمي أبنائنا من هذهِ الحملة الشرسة ومن هذا الإنحراف الفكري السائد؟

الجواب:

لا شكَّ أنَّ المسلمين الآن تُحيطُ بهم أخطار عظيمة من الخارج وحتى من الداخل من المتسللين بيننا، ومن دعاة السوء بيننا، ولكن مع التوكُّل على الله وفعل الأسباب تندحِر كل هذه الشرور.

أما مع الإهمال والتغافل فإن هذه الأمور تسري بيننا حتى تنتشر بيننا وتأكل الأخضر واليابس، ولا حول ولا قوة إلا بالله، الحذر اليوم أكثر من ذي قبل، علينا الحذر والتناصح والتعاون والترابط وحفظ أولادنا وتطهير بيوتنا من هذه الوسائل التي تجلب الشرور، علينا أن نُحافظ على أولادنا.

والجهاد يا أخي الجهاد هذا لهُ ضوابط ؛ ما هو كل من حملَ سِلاحًا أو ذهبَ الى جماعةٍ من الجماعات أو حزبٍ من الأحزاب يكونُ مُجاهدًا، لا، الجهاد بيد ولي الأمر، الجهاد من صلاحيات ولي الأمر، إذا أمرَ بهِ فإننا نجاهدُ معهُ حمايةً لهذا الدين وحمايةً للأمن، أمَّا أن نُطيع هؤلاء كل من دعا إلى الجهاد، ما هو بجهاد هذا فتنة، ما نُسمِّي هذا جهادًا نُسميهِ فتنة، الجهاد لهُ ضوابط ولهُ أحكامٌ خاصة، وهو بيد ولي أمر المسلمين، اذا أمرَ بهِ إمتثلنا فنحنُ تبع ولي أمرنا.

والنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال لحُذيفةَ بن اليمان لمَّا ذكرَ لهُ الفتن قال: ما تأمُرُني إن أدركني ذلك؟ يقول حذيفة للرسول -صلى الله عليه وسلم- ما تأمُرُني إن أدركني ذلك؟ قال: «تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ» هذا هو الواقي من الفتن بإذن الله، أن تكون مع المسلمين ومع إمام المسلمين؛ ولهذا تسمعون في خُطَب الجُمَع «وَيَدُ اللَّهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ وَمَنْ شَذَّ شَذَّ إِلَى النَّارِ».

النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ تَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا ، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ».

فلُزوم الجماعة، والسمع والطاعة لولي أمر المسلمين، وتَجنُّب البدع والمُحدثات، ولزوم السُنَّة، هذه هي سُبُل النجاة بإذنِ الله.

السؤال:

أعمال الدفاع المدني وبرامج السلامة للمواطنين، (....) هل يعتبر جهاد في سبيل الله؟

الجواب:

نعم، كل ما هو في صالح الإسلام والمسلمين من الأعمال العسكرية كُلُّهُ من الجهاد في سبيل الله، فعليكم بإصلاح النية، وعليكم بطلب الأجر من الله في أعمالكم، وأنتم على خير إن شاء الله.

السؤال:

يقول لدينا في الدفاع المدني إدارة تُعنى باستقطاب المتطوِّعين من أبناء البلد لمساعدة الدفاع المدني في أعمالهم، توجيهكم لهم رعاكم الله؟

الجواب:

نعم، هذا شيءٍ طيب، الإستعانة بأبناء المسلمين يكونوا سندًا للدفاع المدني هذا من الخير ومن التعاون على البر والتقوى.

السؤال:

أحيانًا نسمع بعض الناس يقولون: «اسْتَفْتِ قَلْبَكَ وَلَوْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ»، ما المعنى لهذا الحديث؟

الجواب:

هذا حديث عن الرًسُول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- والمعنى إذا سمعت الفتاوى فأنت اتبع ما يطمئن إليه قلبك؛ لأن القلب المؤمن يطمئن ببعض الأشياء ويستنكر بعض الأشياء، فإذا اطمئنَّ قلبك إلى قول عالمٍ منَ العلماء فالزمهُ، وخُذ بهِ وإذا نفر قلبُك فإبتعد عن ذلك.

السؤال:

إذا كنتُ مسافرًا وقت صلاة المغرب، وقبل دخول وقت صلاة العشاء بنصف ساعة وجدت أُناس يصلون في مسجد قريبٍ، فهل أُصلي معهم أو أنتظر حتى صلاة العشاء ثم أجمع المغرب مع العشاء؟

الجواب:

لك ما دمت مسافرا لك أن تجمع جمع تقديم تصلي معهم وتجمع، ولك أن تؤخر وتجمع جمع تأخير، حسب الأرفق بك.

السؤال:

أراد أن يجمع بين صلاة الظهر والعصر، هل يلزم المتابعة بينهما، أم يجعل بينهما وقت ساعة، نصف ساعة؟

الجواب:

لا، لا، الجمع معناه أن تكون الصلاة بعد الصلاة مُباشَرة، لا يُفرِّق بينهما إلا بمقدار الإقامة أو وضوءه الخفيف.

السؤال:

يقول صليتُ الظهر في الرياض وقد ذهبت الى الطائف ثم أدكتني صلاة العصر في الطريق، هل أصلي العصر اثنتان أو أربع؟

الجواب:

أُقصرها لأنك مسافر، أُقصرها ركعتين لأنك مسافر، ما هو بلازم أنك تجمع القصر غير الجمع.

السؤال:

تقديم الشفاعة في مجال الأعمال لمن هو غير كفؤ؟

الجواب:

قال اللهُ -جَلَ وَعَلَّا- (مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا) هذهِ الشفاعة عندَ الخلق عندَ الوُلاة عند أصحاب اللي عندهم حوائج الناس، ما فيه مصلحة لأخيك اشفع فيه وأنت على أجر، أمَّا ما فيه مضرَّة فهذا لا تقربه ولا تشفع فيه، ابتعد عنهُ.

السؤال:

هل يشمل التآخي مع المسلمين فيمن يختلفون (...)؟

الجواب:

الإختلاف يختلف، إن كان الإختلاف في العقيدة لا ما نقربهم ولا نتفق معهم، أمَّا إن كان الخلاف في غير العقيدة  في أمور الفروع والفقه فمن كان معهُ الدليل نأخذ بقوله ومن خالف الدليل لا نأخذ بقوله، عندنا الدليل، دليل من الكتاب والسُنَّة فالقول الذي عليه دليل نأخذ به والقول المُخالف نتركهُ.

السؤال:

هل يُشرَع لرجال الدفاع المدني جمع الصلاة أثناء الأمطار كونهم في محل مرابطتهم في المراكز تحسُّبًا لأيِّ طارئ؟

الجواب:

نعم، إذا كان الأمر يستدعي أنهم يجمعون؛ لأن الطوارئ تحدث وتشغلهم عن الصلاة فيجمعون.

السؤال :

كيف يمكن تحقيق التوكُّل على الله وغرسُهُ في النفس؟

الجواب:

هذا يرجع إلى الإيمان، قوة الإيمان وضعفهِ، إذا قوي الإيمان قوي التوكُّل على الله والإعتماد على الله، إذا ضعُف الإيمان يضعُف التوكُّل على الله.

السؤال:

حينما نقول للسائل أو للناس اتصل بالعلماء واستفتهم واسألهم يقول في الوصول إليهم مشقَّة، ما تعليقكم على هذا الكلام؟

الجواب:

ما هو بصحيح، ليس في الوصول إليهم مشقَّة، وقت الدوام مكاتبهم مفتوحة، وفي غير وقت الدوام عندك الإتصال بالتلفون بالجوال ويجيبونك إن شاء الله.

السؤال :

هل المشروع الدعاء لعامة المسلمين بالستر والرزق الواسع؟

الجواب:

نعم، يكون بالرزق الحلال يعني الرزق الحلال الواسع ويكون بالستر أيضًا يستر الله عليهم ولا يفضحهم هذا شيء طيب..