أحاديث الفتن والحوادث 20-08-1434هـ



متن الدرس

بَابُ التّغرّب فِي الْفِتْنَةِ

ولَه: عن أبي سيعد: قال رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم: "يُوْشِكُ أَنْ يَكَونَ خَيْرُ مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَماً يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ، وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ؛ يَفِرُّ بِدِيْنِهِ مِنَ الْفِتَنِ".

ولِمُسْلِمٍ: عن أبِي بَكْرَةَ: قال رسولُ الله صلّى الله عليه وسلم: "إِنَّهَا سَتُكُونُ فِتَنٌ: الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي فيها خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي إِلَيهَا، أَلاَ إِذَا نَزَلَتْ، أَوْ وَقَعَتْ، فَمَنْ كَانَ لَهُ إِبْلٌ، فَلْيَلْحَقْ إِبْلِهِ. وَمَنْ كَانَتْ لَهُ غَنَمٌ، فَلْيَلْحَقْ بِغَنَمِهِ، وَمَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ، فَلْيَلْحَقْ بِأَرْضِهِ".

فقَالَ رَجُلٌ: يا رسولَ الله! أَرَيْتَ مَنْ لَمْ يَكْنْ لَهُ إِبْلٌ، وَلاَ غَنَمٌ، وَلاَ أَرْضٌ؟

قال: "يَعْمِدُ إِلَى سَيْفِهِ، فَيَدُقُّ عَلَيهْ بِحَجَرٍ، ثُمَّ لِيَنْجُ، إِنْ اسْتَطاَعَ النَّجَاةَ. اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ. اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ. اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ".

فَقَالَ رَجُلٌ: يا رسولُ الله! أَرَيْتَ إِنْ أُكْرِهْتُ حَتَّى يُنْطَلِقَ بِيَ إِلَى أَحْدِ الصَّفَّيْنِ، أَوْ إِحْدَى الْفِئَتِيْن، فَيَضْرِبُنِي رَجْلٌ بِسَيْفِهِ، أو يَجِيءُ سَهْمٌ فَيَقْتُلُنِي؟

قال: "يَبُوءُ بِإِثْمِهِ وَإِثْمِكَ، فَيَكُونُ مِنْ أَصْحَابِ النّارِ".

بَابُ النَّهي عَن تَعَاطِي السَّيْفِ الْمَسْلُولِ

 وفِي الْمُسْنَدِ: عنه: قال: أتى رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم عَلَى قَومٍ يَتَعَاطَونَ سَيفاً مَسْلُولاً. فقال:
"لَعَنَ الله مَن فَعَلَ هَذا، أَوَ لَيْسَ قَدْ نَهَيُتُ عَن هَذَا؟"، ثُمَّ قال: "إِذَا سَلَّ أَحْدُكُم سَيْفَهُ فَنَظَرَ إِلَيْهُ، فَأَرَادَ أَنْ يُنَاوِلَهُ أَخَاهُ، فَلْيَغْمِدْهُ، ثُمَّ يُنَاوِلُهُ إيَّاه".

بَابُ بَدَأَ الإسْلاَمُ غَرِيْباً وَسَيَعُودُ غَرِيباً

ولِمُسْلِمٍ: عن أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: عن النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قال: "بَدَأَ الإسلامُ غَريباً وَسَيَعُودُ غَريْباً كَمَا بَدَأَ".

ورواه أحمدُ: عن ابن مَسْعُودٍ رضي الله عنه: وفي آخره: "فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ".

آخره: قيل: يا رسولَ الله! وَمَنِ الْغُرَبَاءُ؟ قال: "النُّزَّاعُ مِنَ الْقَبَائِلِ".

ورواه الآجُرِّيُّ: وعنده: قيل: مَنْ هُم يا رسولَ الله؟ قال: "الّذِينَ يَصْلُحُونَ إِذْ فَسَدَ النَّاسُ".

ولأَحْمَدَ: في حديث سعد بن مالك: "فَطُوبَى يَوْمَئِذٍ لِلْغُرَبَاءِ، إَذَا فَسَدَ النَّاسُ".

وله: عن ابن عمرو: عن النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قال: "طَوبَى لِلْغُرَبَاءِ".

قلنا: وَمَنِ الْغُرَبَاءُ؟ قال: "قَوْمٌ صَالِحُونَ قَلِيلٌ، فِي نَاسٍ سُوءٍ كَثِيْرٍ، مَنْ يَعْصِيهُم أَكْثَرُ مِمَّنْ يُطِيعُهُم".

وفي الزُّهْدِ: عنه: "إنَّ أَحَبَّ شِيْءٍ إِلَى الله الْغُرَبَاءُ" قال: "الفَرَّارُون بِدِيْنِهِم، يَبْعَثُهُمُ الله مَعَ عِيْسَى بن مريم ـ عليه السّلام". رواه أحمد: عن الْهَيْثَمِ بنِ جَمِيل: قال حدثنا محمد بن مسلم: قال حدثنا عثمان بن عبد الله: عن سليمان ابن هُرْمُز: عنه.